أجرى قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صباح اليوم الأربعاء الرابع من حزيران يونيو مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس، وتابع خلالها سلسلة التعليم حول موضوع "يسوع المسيح رجاؤنا" وواصل التأمل في أمثال يسوع مسلطا الضوء على العملة في الكرم.
استهل قداسة البابا لاوُن الرابع عشر مقابلته العامة مع المؤمنين قائلا إنه يود اليوم أيضا التوقف عند مثل من أمثال يسوع مسلطا الضوء على قصة تغذي رجاءنا. وأضاف قد نشعر أحيانا أننا لا نجد معنى لحياتنا: نشعر أننا بلا فائدة مثل عمال ينتظرون في ساحة السوق أن يستأجرهم أحد للعمل. ولكن في بعض الأحيان يمر الوقت وتمضي الحياة ولا نشعر بالتقدير، ربما لأننا لم نصل في الوقت المناسب، ولأن آخرين قد سبقونا، أم لأن الانشغالات قد أبقتنا في مكان آخر. وشدد الأب الأقدس في تعليمه الأسبوعي على أن الرب يذكّرنا بأن حياتنا لها قيمة ويريد أن يساعدنا كي نكتشفها. وفي المثل الذي نتأمل فيه اليوم، أضاف البابا لاوُن الرابع عشر، نجد عمالا ينتظرون مَن يستأجرهم، وتوقف هكذا عند الفصل العشرين من إنجيل متى حيث نجد، كما قال الأب الأقدس، شخصية تتصرف بطريقة غير مألوفة، ما يثير الدهشة والتساؤل. وأشار إلى صاحب كرْم يخرج بحثًا عن عمال.
وتابع البابا لاوُن الرابع عشر قائلا إنه مَثَل يعطي الرجاء لأنه يشير إلى أن صاحب الكرم هذا يخرج مرات عدة للبحث عمّن ينتظر أن يعطي معنى لحياته. يخرج صاحب الكرم عند الفجر، ثم كل ثلاث ساعات ليبحث عن عمال كي يرسلهم إلى كرمه. وبعد أن خرج عند الثالثة بعد الظهر، لم يعد هناك من سبب للخروج مجددا، لأن يوم العمل ينتهي عند الساعة السادسة. وأشار البابا لاوُن الرابع عشر إلى أن صاحب الكرم هذا الذي لا يتعب ويريد إعطاء قيمة لحياة كل منا، يخرج أيضا عند الساعة الخامسة. وتابع تعليمه الأسبوعي لافتًا إلى أن العمال الذين بقوا في ساحة السوق ربما فقدوا كل أمل. فهذا اليوم قد ذهب سدى. ولكن هناك مَن يثق بهم. ما معنى أن يستأجر عمالا للساعة الأخيرة فقط من يوم العمل؟ ما معنى الذهاب للعمل لساعة واحدة فقط؟ ومع ذلك، أضاف البابا لاوُن الرابع عشر، حتى عندما يبدو لنا أننا نصنع القليل في الحياة، فإن الأمر يستحق العناء دائما. فهناك دائما إمكانية إيجاد معنى، لأن الله يحب حياتنا.
وأشار الأب الأقدس إلى أن أصالة صاحب الكرم تظهر أيضا في نهاية اليوم، عند دفع الأجرة. فمع عمال الساعة الأولى، أي الذين ذهبوا إلى الكرم عند الفجر، كان صاحب الكرم قد اتفق أن يعطيهم دينارا، وهو الأجر المعتاد ليوم عمل. وقال للآخرين إنه سيعطيهم ما هو عدل. ولكن ما هو العدل؟ فبالنسبة لصاحب الكرم، أي الله، من العدل أن يحصل كل واحد على ما يحتاج إليه ليعيش. فقد دعا العمال شخصيا، كان يعرف كرامتهم وعلى أساسها يريد أن يدفع لهم أجرتهم. ويعطي لكل منهم دينارا.
وتابع البابا لاوُن الرابع عشر لافتًا إلى أن هذه القصة تقول لنا إن العمال الأولين شعروا بخيبة الأمل: لم يتمكنوا من رؤية جمال لفتة صاحب الكرم الذي كان ببساطة كريما، لم ينظر فقط إلى الاستحقاق بل إلى الحاجة أيضا. يريد الله أن يعطي ملكوته للجميع، أي ملء الحياة، الأبدية والسعيدة. وتوجه البابا لاوُن الرابع عشر إلى الشباب بشكل خاص داعيا إلى عدم الانتظار، بل الإجابة بحماسة على الرب الذي يدعونا للعمل في كرمه. لا تؤجلوا، لأن الرب كريم ولن يخيب ظنكم! ففي العمل في كرمه ستجدون الجواب على ذاك السؤال الذي تحملونه في داخلكم: ما معنى حياتي؟
وفي ختام مقابلته العامة مع المؤمنين صباح اليوم الأربعاء في ساحة القديس بطرس، قال البابا لاوُن الرابع عشر أيها الإخوة والأخوات حتى في أحلك لحظات الحياة، عند يمر الوقت بدون أن يعطينا الأجوبة التي نبحث عنها، لنطلب من الرب أن يخرج مجددا ويأتي إلينا حيث ننتظره.
إذاعة الفاتيكان.