لِيَأْتِ إلينا مَلَكُوتُكَ!
لِيَتَقدَّسِ اسْمُكَ، وَلِيَأْتِ إلينا مَلَكُوتُكَ!
فإذا أتى مَلَكوتُكَ، ارْتَعَدَ المَارِد.
يَسْمَعُ الشِرِّيرُ أنَّكَ تَدْعُو مَلَكوتَ الآب،
فيُدْرِكُ أنَّهُ لنْ يَقدِرْ أنْ يَجْبَهَ ذلِكَ المَلَكوت.
عِنْدَما تُصَلّي، يُعَلّمُكَ الرَّبُّ أنْ تَدْعُوَ إلى مَعونَتِكَ
لا المَلائِكةَ ولا الأبْرارَ ولا الصِّدِّيقين،
بَلْ مَلَكوتَ الله،
الذي مِنْهُ تَرْتَعِدُ جَميعُ قوَّاتِ العَدُوّ!
ها إنَّكَ تَدْعُو المَلَكُوتَ لِيَأْتي، فأعْدِدْ مَكاناً،
بَيْتاً نَظيفاً، كُلُّهُ قداسَة!
على الفم ِ، بابِ البَيْتِ، عَلِّقْ،
بِصِفْقي ِ البابِ، لَفْظَة َ "نَعَم!"، زِينَة ً غَيْرَ مُصَوَّرة!
والقلْبَ، وَسَطَ البَيْتِ، انْضَحْهُ بالنَّقاء،
بِكُلّ ِ فِكْرٍ حَسَن، كُلَّ يَوْم!
والنَّفْسَ، دارَة َ بَيْتِ المَلِكِ الآتي،
طَيِّبْها بِعُطورِ الأعْمالِ الصَّالِحَة، مِنْ كُلّ ِ صَوب!
أرْضَ البَيْتِ افْرُشْها بِبِساطِ الحُبِّ الصَّافي،
لِانَّ الرَّبَّ يُريدُ أنْ يَرى الحُبَّ، أيْنَما حَلَّ!
في الصَّلاةِ دَعَوتَ بأنْ يَأْتيَ إليكَ المَلَكوت،
ها إنَّهُ آتٍ لأنَّكَ دَعَوْتَ، فأعْدِدْ لَهُ مَكاناً كَريماً!
حَذارِ أنْ تَكونَ في غَضَبٍ أو قلَق ٍ أو اضْطِراب،
حَذارِ أنْ يَكونَ حُبُّ المالِ أو الطَّمَعُ في نَفْسِكَ،
حَذارِ أنْ تَكونَ فيكَ رائِحَة ُ كَذِبٍ كَريهَة،
أو حَمْأةُ زِنًى يَنْفُرُ عَنْهُ المَلِك!
إنْ كانَ فيكَ مِثْلُ هذِه، فانْبِذْها عَنْكَ، لِأنَّ المَلِكَ آتٍ،
فإذا أتى وَرَآها، لَنْ يَحِلَّ فيكَ!
لِتَكُنْ نَفْسُكَ مُقاماً أهْلا ً لِأنْ يَحُلَّ فيهِ المَلِك!
لِأنَّكَ دَعَوْتَهُ لِيَأْتي إليكَ، فلْيَأْتِ وَيَحُلَّ فيكَ!
فلِهذا تَعَلَّمْتَ أنْ تَدْعُوَ المَلَكوت
بأنْ يَأْتي إليكَ، لِكَيْ تُعِدَّ لَهُ مَكاناً نَقيّاً:
وَإذْ يَهُمُّ بأنْ يُقْبِلَ، يَهْرُبُ العَدُوّ،
وَتَزْهُو أنتَ فتَسْتَقبِلُهُ بِقداسَة!
(نشيد الأبانا)
مارِ يَعْقوبَ السَّرُوجِيّ (+521)