صَلاةٌ في عَشْرِ كَلِمات
سَألَ التّلاميذُ يَسُوعَ أنْ يُعَلّمَهُمُ الصَّلاة،
فأضاءَ سُؤالُ الحُبّ، وحَسُنَ في عَيْنَي ِ ابْن ِ الله.
وَبَدَأ المُعَلّمُ الأعْظَمُ يُلقّنُ خازِني سِرِّهِ،
مَتَى انْصَرَفوا لِلصَّلاة، كَيْفَ يُصَلُّون.
أوَّلُ ما أوْصاهُمْ حِينَ يُصَلُّون
ألّا يُكْثِروا الكَلامَ على هَواهُم.
وفي نَشيدي هذا الذي بَدَأْتُ
تُشْرِقُ الصَّلاةُ الجَميلَة ُ، تَعْليمُ رَبِّنا.
يَقْتَضي نَشيدي سَمْعاً نَقِيّاً مِنْ كُلّ ِ شَرّ،
وَمَحَبَّة ً لِلرَّبِّ تَكونُ مُنْتَهى الجَمال،
وَحُباً عَظيماً يَكونُ رِباطَ الإيمان،
فيَطيبُ نَشيدي لِلسَّامِعين !
فالصَّلاةُ التي عَلّمَها ابْنُ اللهِ خازِنِي سِرِّهِ
تَنْجَلي لكَ إذا سَمِعْتَها مُحِبّاً لها.
مَتَى صَلَّيْتُم ، فهَكذا صَلُّوا:
أبانا الذي في السَّماوات، لِيَتَقدَّسِ اسْمُكَ مِقْدارَ ما هُوَ قُدُّوس !
لِيَأْتِ مَلَكوتُكَ إلينا مِنْ حَيْثُ هُوَ،
لِتَكُنْ مَشيئَتُكَ على الأرْض ِ كما في السَّماء.
أعْطِنا الخُبْزَ اليَوميَّ مِنْ كَنْزِكَ،
واغْفِرْ ذُنوبَنا وخَطايانا كما غَفَرْنا،
ولا تُدْخِلْنا التَّجْرِبَة، لِأنّنا ضُعَفاء،
لَكِنْ نَجِّنا مِنَ الشِّريرِ لِأنَّ قُدْرَتَكَ عَظيمة.
لِأنَّ لكَ المَلَكوتَ والجَبَروت،
والسُّلطانَ والمَجْدَ إلى الأبَد. آمين.
جَعَلَ ابْنُ اللهِ في هذِهِ الصَّلاةِ سِلاحاً عَظيماً،
قلَّدَهُ رُسُلَهُ، فخَرَجوا يُبارِزونَ العَدُوّ،
رِبْواتُ رِبْواتِ الصَّلواتِ يُصَلّيها البَشَر،
حَدَّدَها ابْنُ اللهِ في عَشْرِ كَلِمات !
حَصَرَ بِقُدْرَتِهِ جَميعَ طِلْباتِ المُحْتاجين
في هذِهِ الصَّلاةِ الصَّغيرة، وأعْطاها رُسُلَهُ !
(نشيد الأبانا)
مارِ يَعْقُوبَ السَّرُوجِيّ (+ 521)