تذكار الشّهداء الموارنة المسابكيِّين فرنسيس وعبد المعطي ورفائيل
الذين جادوا بحياتهم لأجل إيمانهم بالمسيح في دمشق سنة 1860.
كانوا معروفين بتقواهم ووفرة غناهم وكرم أخلاقهم وحسن معاملتهم وعطفهم على الفقراء والمحتاجين. وهذه خلاصة إستشهادهم.
عام 1860، يوم ثار المسلمون في دمشق والدروز في جنوبي لبنان على المسيحيِّين، لجأ شهداؤنا، مع عدد كبير من المسيحيِّين، إلى دير الرُّهبان الفرنسيسكان في دمشق، عندما أضرم المسلمون النّار في حيّ المسيحيِّين فدخل اللاجئون مع الرُّهبان إلى الكنيسة يصلّون واعترفوا وتناولوا.
وظلّ فرنسيس وحده في الكنيسة، جاثياً أمام تمثال الأمّ الحزينة، يصلّي، رابط الجأش. وبعد نصف الليل دخل الدّير عنوة، جمهور من الرعاع، مدجَّجين بالسِّلاح. فذعر اللاجئون ولاذ بعضهم بالفرار واختبأ البعض. وهرع الباقون إلى الكنيسة ليحتموا بها. فأخذ أولئك الرعاع يصرخون: "أين فرنسيس مسابكي؟ إنّنا نطلب فرنسيس".
فدنا فرنسيس منهم، قائلاً لهم: "أنا فرنسيس مسابكي ماذا تطلبون؟" فأجابوه: جئنا ننقذك وذويك بشرط أن تجحدوا الدّين المسيحيّ وتعتنقوا الإسلام وإلّا فإنّكم تهلكون جميعكم. فأجابهم فرنسيس: "إنّنا مسيحيّون وعلى دين المسيح نموت. إنّنا نحن معشر المسيحيِّين لا نخاف الذين يقتلون الجسد، كما قال الرّبّ يسوع".
ثمّ التفت إلى أخوَيه وقال لهما: "تشجَّعا واثبتا في الإيمان، لأنّ إكليل الظفر مُعدٌّ في السَّماء لمن يثبت إلى المنتهى". فأعلَنا، فوراً، مع أخيهما إيمانهما بالرّبّ يسوع بهذه الكلمات: "إنّنا مسيحيّون ونريد أن نحيا ونموت مسيحيّين".
فانهال المضطهدون، اذ ذاك عليهم، بالضرب بعصيهم وخناجرهم وفؤوسهم، فأسلموا أرواحهم الطاهرة بيد الله، مؤثرين الموت على الكفر فنالوا إكليل الشّهادة.
وكان ذلك في اليوم العاشر من تمّوز من السنة المذكورة آنفاً. وقد أعلن السَّعيد الذكر البابا بيوس الحادي عشر تطويبهم في اليوم العاشر من ت1 سنة 1926 بمسعى الطيّب الأثر المطران بشاره الشمالي رئيس أساقفة دمشق المارونيّ. صلاتهم تكون معنا. آمين.