كان هذا القدّيس أُسقفًا على مدينة كوزيكس، قبض والي كوزيكس عليه فاعترف بإيمانه المسيحيّ بكلّ جرأة. فغضب الحاكم وأمره بأن يُضحِّي للأصنام فأبى وأخذ يُبيِّن فساد العبادة الوثنيّة وخرافاتها وأنّ الديانة المسيحيّة هي الديانة الحقَّة.
فاستشاط الوالي غيظًا وأمر بعذابه فشدّوه إلى خيلٍ غير مروَّضة، حتى تُهشّم جسمه. ثمّ جلدوه جلدًا قاسيًا، وهو صابر ثابت في إيمانه. فألقوه في السّجن مغلَّلاً بقيود من حديد. ولمّا قام الملك قسطنطين الكبير ونصر الكنيسة وحرَّرها من الاضطهاد، أطلق سبيل الأسقف القدّيس وأرجعه إلى كرسيه.
ولمّا ظهرت بدعة أريوس، انعقد المجمع النيقاويّ الأوّل 325 وأخذ ساسين يُجادل الأريوسيِّين ويفحمهم ببراهينه السّديدة. ثمّ رجع إلى كرسيه يذيع تعليم المجمع النيقاويّ.
كان غالايوس عدوًا لقسطنطين وللمسيحيّين، فقبض على الأسقف ساسين وأنزل به أشدَّ العذابات حتّى انتهت حياته بقطع رأسه نحو السنة 328. صلاته معنا. آمين.
وفي هذا اليوم أيضًا
تذكار القدّيس أمفيلوكوس
وُلِدَ هذا القدّيس في الكابدوك من أسرة شريفة وكان صديقـًا حميمًا للقدّيسين العظيمين باسيليوس الكبير وغريغوريوس النزينزي وقد ضاهاهما بغزارة علمه وغيرته على المعتقد الكاثوليكيّ. وصار قاضيًا فقام بوظيفته بكلّ نزاهة مراعيًا جانب العدل والاستقامة.
اختاره الإكليروس والشّعب أسقفـًا على مدينة إيقونية سنة 374 فانكبَّ على العمل بغيرة ونشاط. وروى تاودوريطس أنَّ القدّيس طلب يومًا من الملك تاودوسيوس أن يمنع الأريوسيّين من بثِّ مفاسدهم في المدن والقرى، فأغضى الملك عن الاجابة. فقام القدّيس يومًا بواجب الاحترام نحو الملك ولم يكترث لابنه، فاستاء منه الملك، فقال: إنّك تستاء من عدم احترامي لابنك، فكيف لا يستاء الله من الهراطقة وعدم احترامهم لابنه الكلمة الأزليّ؟ فانتبه الملك وأمر بمنع الأريوسيّين من الاجتماعات وشتَّت شملهم.
وفي السنة 381 حضر القدّيس أمفيلوكوس المجمع المسكونيّ الثاني المُنعقِد في القسطنطينيّة ووضع مقالاً نفيسًا في طبيعة الرّوح القدس ومفاعيله، شاجبًَا بِدعة المكدونيّين. وألَّف كتبًا عديدة مفيدة تؤيّد المعتقد الكاثوليكيّ القويم. ثمّ رقد بسلام سنة 394. صلاته معنا. آمين.