سبت أسبوع تجديد البيعة

الإنجيل

سبت أسبوع تجديد البيعة

 

إنجيل اليوم (مر1: 21-28)

 

21 ثم جاؤوا إلى كفرناحوم، وللوقت دخل يسوع يوم السّبت إلى المجمع وأخذ يعلّم.

 

22 فبهتوا من تعليمه، لأنّه كان يعلّمهم كمن له سلطان، لا مثل الكتبة.

 

23 وكان في مجمعهم رجلٌ فيه روحٌ نجس، فصرخ

 

24 قائلاً: "ما لنا ولك، يا يسوع النّاصريّ؟ هل أتيت لتهلكنا؟ أنا أعرف من أنت: أنت قدّوس الله!

 

25 فزجره يسوع قائلاً: "اخرس! واخرج من الرّجل!".

 

26 فهزّه الرّوح النجس بعنفٍ، وصرخ بصوتٍ عظيمٍ وخرج منه.

 

27 فتعجّبوا جميعهم وأخذوا يتساءلون فيما بينهم قائلين: "ما هذا؟ إنه تعليمٌ جديدٌ يعطى بسلطان! وهو يأمر الأرواح النّجسة نفسها فتطعه!".

 

28 وفي الحال ذاع صيته في كلّ مكان، في كلّ أنحاء الجليل.

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

نعتبر ما جاء في "الترجمة اللّيتورجيّة"، حول الاتفاق التام بين مرقس (1: 21-38)، ولوقا (4: 31-43)، في ترتيب ووصف الأحداث التي تناولتها رسالة يسوع في أول يوم سبت في كفرناحوم، كمقدّمة لنصّ إنجيل هذا اليوم، الذي يقتصر على الآيات (21-28) من مرقس، والذي يتكلّم على تعليم يسوع الجديد، بسلطان، وعلى شفاء روح مريض بأمره، وعلى تعجّب جميع الحاضرين من الأمرين معًا، والذي قارب الإيمان.

 

 

دخل يسوع إلى مجمع كفرناحوم، يوم السبت، وأخذ يعلّم؛ فتميّز، في تعليمه عن الكتبة، إذ كام يعلّم "كمن له سلطان"، إن من حيث ممارسة التعليم، وإن من حيث شرح المواضيع  التي تناولها تعليمه؛ لذلك، جاء تعليمه، لا تكرارًا أو تردادًا، بل جديد، بالمقارنة مع تعليم الكتبة وعلماء الشريعة؛ لذلك، بهت جميع السامعين من تعليمه، وتعجبوا، وتساءلوا فيما بينهم، قائلين: ما هذا، ما أمر هذا الإنسان؟

 

 

 

 وكان، في المجمع، رجل فيه روح نجس؛ تضايق هذا الرجل من وجود يسوع، وانزعج من حضوره وتعليمه، ورأى فيه تهديدًا له ولأمثاله؛ لذلك؛ صرخ في حضرته، قائلاً: "ما لنا ولك، يا يسوع الناصري؟ هل أتيت لتهلكنا؟"؛ فعبّر هكذا عنه وعن أمثاله، وعن كل الذين كانوا يشعرون بانزعاج من "يسوع الناصري"، ومن بشارته، ويميلون إلى رفضه وعدم قبوله؛ ولكنّه تميّز عنهم بمعرفته ليسوع في حقيقته، وبالإعلان عن ذلك بقوله: "انا أعرف من أنت، أنت قدّوس الله!"؛ عندئذٍ زجره يسوع، وأسكته، وأمره بالخروج من الرّجل؛ فأطاع، وعنّف الرجل وأزعجه شديد الإزعاج لدى خروجه منه؛ فبهت جميع الحاضرين، وتعجبوا، ولكنهم لم يتوقفوا عند اعتراف الروح النجس به، با اكتفوا بالتساؤل عمّن يكون هذا الذي يأمر الأرواح النجسة نفسها فتطيعه؟

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

الآيتان (21-22)

 

 المجمع هو بناء يجتمع فيه اليهود لقراءة الكتاب المقدّس وللصلاة؛ في المجمع علّم يسوع، وفيه انتصر على الروح النجس، بسلطان واحد، جاءه من الله، وجعل الناس يقولون عنه بدهشة: "ما هذا"؟ تعليم يسوع غير تعليم علماء الشريعة: تعليمهم يستند إلى أقوال القدماء، تعليم يسوع من الله؛ لا يقدّم مرقس كلامًا كثيرًا ليسوع، كما فعل الإنجيليون الثلاثة الآخرون، ولكنه يقول لنا مرارًا إن يسوع كان يعلّم ويؤثّر في سامعيه (6: 2؛ 10: 26؛ 11: 18).

 

 

الآيات (23-25)

 

- الروح النجس هو الشيطان؛ هو نجس، لأنه يعارض بموقفه قداسة الله.

 

- ما لنا ولك  المسافة بعيدة بيننا، نحن أعداء، فحيث يكون الواحد، لا يكون الاخر.

 

- أنت قدّوس الله الله وحده قدّوس، ويسوع قدّوس، لأنه يشارك الله الآب في طبيعته الإلهيّة (راجع يو6: 69).

 

 

- اخرس  قدرة يسوع تسيطر على عالم الشر، وتسكته، كما تسكت شخصًا حيًا.

 

الآية (27)  تعجّب سامعو يسوع من تعليمه، كما تعجبوا من أعماله.

 

 

الأب توما مهنا