الثلاثاء من أسبوع تقديس البيعة

الإنجيل

الثلاثاء من أسبوع تقديس البيعة

إنجيل اليوم (يو17/ 9-13)

 

 

9 أنا من أجلهم أسأل. لا أسأل من أجل العالم، بل من أجل الّذين وهبتهم لي، لأنّهم لك.

 

10 وكلّ ما هو لي، هو لك، وما هو لك، هو لي، ولقد مجّدت فيهم.

 

11 أنا لست بعد في العالم، وهم لا يزالون في العالم، وأنا آتي إليك.

 

يا أبت القدّوس، احفظهم باسمك الذي وهبته لي،

 

ليكونوا واحدًا كما نحن واحد.

 

12 لمّا كنت معهم كنت أحفظهم باسمك الذي وهبته لي. سهرت عليهم فلم يهلك منهم سوى ابن الهلاك، ليتمّ الكتاب.

 

13 أمّا الآن فإني آتي إليك. وأتكلّم بهذا وأنا في العالم، ليكون فرحي مكتملاً فيهم.

 

 

أولاً قراءتي للنصّ

 

   1- يصلّي يسوع من أجل الرّسل، لأنّهم للآب وله، إذ الآب وهبه إيّاهم، ولقد مجّد هو بهم؛ ولأنّهم، بالتالي، في العلاقة القائمة بينه وبين الآب، والتي عبّر عنها بقوله للآب: "كلّ ما هو لي، هو لك، وما هو لك، هو لي".

 

 

   2- ويصلّي يسوع من أجل الرّسل، قبيل تركه العالم، وعودته إلى الآب، لأنّهم لا يزالون في العالم، وهم باقون فيه؛ وبما أنّه، لمّا كان معهم في العالم، وهبهم "حياة أبديّة" (2)، كما رأينا، وحفظهم باسم الآب، وسهر عليهم وحماهم من الهلاك (سوى واحد منهم، ابن الهلاك)، فإنّه يريد، قبل أن يترك العالم، أن يتأمّن لهم ذلك، وهكذا يكتمل فرحه؛ لهذا، يصلّي يسوع من أجلهم، ويطلب من الله الآب قائلاً: "يا أبتِ القدّوس، إحفظهم باسمك الذي وهبته لي، ليكونوا واحدًا كما نحن واحدًا" (11).

 

 

   3- الوحدة والفرح: الوحدة في المحبّة هي نتيجة الشّركة الكاملة بين الآب والابن (راجع 10)؛ والفرح الحقّ هو ثمرة المحبّة؛ هو علامة نهيويّة لزمن الخلاص والسّلام الدّائم في المسيح الآتي  ومنه. (أش 9: 2؛ 35؛ 10؛ 55؛ 12؛ 65؛ 18).

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

   1- الآية (11)

 

يسوع يترك العالم، أمّا التلاميذ فهم في العالم، حيث المحن والأخطار تهدّدهم بالتشتت والانقسام بعضهم عن بعض؛ لا توجد العبارة: "يا أبتِ القدّوس" إلّا هنا، وفي (1 بط1: 15-16؛ رؤ 8:4؛ 6: 10)، الله هو القريب بأبوّته، والبعيد بقداسته (لا يصل إليه البشر الخطأة)؛ هو المرهوب وهو المحبوب؛ مثال الوحدة نجده بين الآب والابن.

 

 

 

  2- شرح عبارات وكلمات

 

  أ- العالم (9)

 

هو البشر الذين يكتفون بذواتهم، ويرفضون الله؛ لا يصلّي يسوع الآن من أجل هذا العالم، بل من أجل جماعة التلاميذ.

 

 

ب- ولقد مجدّت فيهم (10)

 

المجد الحقيقيّ هو تجلّي قدرة الله؛ هنا، تجلّت محبّته في التلاميذ، فدلّوا على محبّة الآب والابن.

 

 

ج- ابن الهلاك (12)

 

أي ذاك الذي دمّر ذاته حين فعل ما فعل: كان مدعوًا للحياة مع جماعة الرّسل، فطلب الموت ليسوع، ثم لنفسه؛ خسره يسوع بعد أن وضع ثقته فيه كسائر الرّسل؛ ليتمّ الكتاب (مز 41: 10).

 

 

الأب توما مهنّا