الرسالة الأولى لبطرس تعطي لجماعة من المسيحيين المعزولين والمضطهدين في عالم وثني، الشجاعة والإيمان والرجاء.
ونحن اليوم على ما أعتقد نعيش في حالة مشابهة. نعيش في عالم أغلبيته تؤمن بطريقة مختلفة ونشكل فيه أقلية صغيرة حتى ولو لم تكن هناك من اضطهادات نعيشها، أو على الأقل نعيش في الخوف من حصولها، بالرغم من أن هذا الخوف غير واقعي، غير صحيح، لأن المجتمع السوري مختلف عن المجتمعات التي نقارنه معها. كل هذه الأمور تجعل من إيمان المسيحيين هش وضعيف وتتطلب مقاومة داخلية قد يكون تحقيقها اليوم أصعب من الماضي خصوصاً للسهولة الماديّة المتوفرة لدينا، بالمعنى الشامل للكلمة بالطبع.
فالإيمان موجود دائمًا والحاجة إليه هي أكثر من مجرد حاجة نفسيّة، إنه يشكل بنية النفس ودستورها، قاعدتها، يشكل دعوة إلى الوجود، إلى الكيان. هذا البعد الأساسي للروح، هذا ما يحاول المجتمع الإستهلاكي أن يسيطر عليه ويمكننا القول بأنه نجح إلى حد لا يُستهان به: يُقدم لنا حاجات لا تليق بالنفس الإنسانيّة، دعم النزعة إلى الفردانية على حساب الخير العام، الخ.
للمزيد....إضغط هنا