ما هو الإيمان؟ ألا يزال للإيمان معنى في عالم فتح فيه العِلم والتقنيّة آفاقًا جديدة لم يكن بالإمكان تصوّرها حتّى فترة غير بعيدة؟ ما معنى أن نؤمن اليوم؟ في الواقع، إنّها لضروريّةٌ في عصرنا تربية متجدِّدة في الإيمان، تتضمّن بالطبع المعرفة لحقائقه ولأحداث الخلاص، لكنّها تنبع قبل كلّ شيء من لقاء حقيقيّ بالله في المسيح يسوع، ومن حبّنا له، ومن الثقة به، بحيث تنخرط فيها كلّ الحياة.
ينمو اليوم أيضًا، جنبًا إلى جنب مع الكثير من علامات الخير، نوعٌ من الصحراء الروحيّة من حولنا. ففي بعض الأحيان، يساورنا الشعور، بسبب أحداث معيّنة نسمع بها كلّ يوم، بأنّ العالم لا يتّجه نحو بناء جماعة أكثر أخويّة وسلميّة؛ هذا وتُلقي مفاهيم التقدّم والرفاهية أيضًا بظلالها. على الرغم من عظمة اكتشافات العلم ونجاحات التقنيّة، لا يبدو أنّ إنسان اليوم قد أصبح حقًّا أكثر حريّة، وأكثر إنسانيّة؛ لا يزال هناك العديد من أشكال الاستغلال والتلاعب والعنف والقمع والظلم...
ومن ثمّ، هناك نوع معيّن من الثقافة ربّت على التحرّك ضمن أفق الأشياء فقط، ضمن القابل للتحقيق، وعلى الإيمان بما نراه ونلمسه بأيدينا فقط. ولكن من ناحية أخرى، يزداد أيضًا عدد الذين يشعرون بأنّهم ضائعون، في محاولة لتجاوز رؤية للواقع هي أفقيّة فحسب، وهم مستعدّون ليؤمنوا بكلّ شيء وبنقيضه. في هذا السياق، تبرز من جديد بعض الأسئلة الأساسيّة، هي محسوسة أكثر ممّا تبدو عليه للوهلة الأولى: ما معنى أن نحيا؟ هل هناك مستقبل للإنسان، لنا وللأجيال المقبلة؟ في أيّ اتّجاه نوجِّه خيارات حريّتنا كي تصل الحياة إلى نهاية جيّدة وسعيدة؟ ماذا ينتظرنا ما وراء عتبة الموت؟
للمزيد....إضغط هنا