" أسلم بيلاطس إليهم يسوع ليصلب. ( يو19/ 16) فحمل صليبه وخرج إلى المكان الذي يدعى الجمجمة."(يو 19/ 17)
في الواقع، ليس هو بيلاطس من أسلم يسوع ليُصلب. هو نفسه أسلم نفسه " حياتي، لا ينتزعها أحدٌ منّي، وإنّما أنا أبذلها باختياري. فلي سلطانٌ أن أبذلها، ولي سلطانٌ أن أسترجعها أيضًا" ( يو 10/ 18). وفي الواقع أيضًا أنّ درب صليب المسيح قد انطلقت من زمانٍ بعيد، يوم خلع عنه رداء المجد الأزليّ ليلبس رداء الهوان الترابيّ، ويوم تخلّى عن كونه آمرًا ليكون مأمورًا طائعًا، فراح فوق أرضنا يناضل ويجاهد ويتعذّب ويصطدم بكل صاحب نفوذ من سلاطين وكهنة وكتبة وفريسيين.
الحياة كلّها، حياته وحياة كلّ منّا ، درب صليب لأنّها تنقضي في الجهاد المستمّر وسط أنواع التقلبّات والمصاعب جميعها: مرض، عاهة، عجز، إعاقة، عوز، فشل، أحزان، حوادث، كوارث، حروب، سوء تفاهم، أطباع متنافرة، خيانة زوجية، إلى هنالك... حقًّا، هناك في دروبنا الكثير من الورود ، ولكن هناك أيضًا الكثير من الأشواك.
درب صليب المسيح انتهت به إلى القيامة المجيدة. فإن شئنا أن يكون نصيبنا مثل نصيبه ينبغي أن يكون تحمّلنا مثل تحملّه ابتداءً من بستان الزيتون.
للمزيد.....إضغط هنا