بعد لقائه الكهنة والمكرسين والإكليريكيين في كاوناس توجّه قداسة البابا فرنسيس عصر الأحد إلى متحف "Museum of Occupations and Freedom Fights" في فيلنيوس وبعد زيارة خاصة للمتحف ولزنزانتين في الطابق السفلي من المتحف أضاء الأب الاقدس شمعة كتذكار للضحايا وتلا الصلاة التالية:
"إِلهي، إِلهي، لِماذا تَرَكْتني؟". إن صدى صرختك يا رب لا زال يدوي ويتردّد بين هذه الجدران التي تذكّر بالآلام التي عاشها العديد من أبناء هذا الشعب. أشخاص من ليتوانيا وغيرهم قادمين من بلدان مختلفة عاشوا في أجسادهم آلام هذيان سلطة الذين كانوا يدّعون السيطرة على كلِّ شيء.
في صرختك يا رب، تجد صداها صرخة البريء التي تتّحد بصوتك وترتفع نحو السماء. إنّه يوم جمعة آلام العذاب والمرارة، اليأس والعجز والوحشيّة وغياب المعنى الذي عاشه شعب ليتوانيا هذا إزاء الطموحات الجامحة التي تقسّي القلب وتُعميه.
في مكان الذكرى هذا نتوسّل إليك بأن تحفظنا صرختك يقظين؛ وتحرّرنا من المرض الروحي الذي يجرّبنا كشعب على الدوام: أي أن ننسى آباءنا وما عاشوه وتألّموا بسببه.
ولنجد في صرختك وحياة آبائنا الذين تألّموا الشجاعة لكي نلتزم بحزم في الحاضر والمستقبل؛ ولتكن تلك الصرخة حافزًا لكي لا نتكيّف مع موضات اللحظة والشعارات المُبسّطة وكل محاولة لتنقيص أو إزالة الكرامة التي زينّتَ بها كلَّ إنسان.
لتكن يا رب ليتوانيا منارة رجاء. لتكن أرض ذكرى عاملة تجدّد الإلتزام ضدّد جميع أنواع الظلم؛ ولتعزز جهودًا مُبدعة في الدفاع عن حقوق جميع الأشخاص ولاسيما العزّل والضعفاء؛ ولتكن معلّمة في مصالحة الاختلافات ومؤالفتها. ولا تسمح يا رب بأن نكون أصماء إزاء صرخة جميع الذين لا يزالون اليوم يرفعون صوتهم نحو السماء.
إذاعة الفاتيكان.