في براءة سنة اليوبيل، توجهت بدعوة "لنعش زمن الصوم في هذه السنة اليوبيلية بزخم أكبر كفرصة ملائمة للاحتفال برحمة الله واختبارها" (وجه الرحمة، رقم 17). فمن خلال التّذكير بالإصغاء لكلمة الله وبمبادرة "24 ساعة من أجل الرّب"، أردتُ التّنويه بأولويّة الإصغاء التعبدي للكلمة، وبخاصّة الكلمة النبوية.
إنّ رحمة الربّ هي بالحقيقة بشرى للعالم: وكلّ مسيحيّ هو مدعو لأن يختبر هو أولا هذه البُشرى. لهذا السبب سأرسلُ، في زمن الصّوم الاربعيني، رُسُلَ الرحمةِ ليكونوا للجميع علامةً حيّة عن مدى قُربِ الله ومغفرته.
إن مريم، ولأنها قبِلَت البشرى السّارة التي بشرها بها الملاك جبرائيل، تتغنّى في نشيدها بشكل نبويّ بالرّحمة التي اختارها الله بها. وهكذا أصبحَت عذراء النّاصرة، خطّيبة يوسف، أيقونة تامة للكنيسة التي تُبشّرُ، لأنّها كانَت، وستظلّ دائمًا، مُبَشَّرةً بفعلِ الرّوح القدس، الذي أخصب حشاها البتولي.
في التقليد النبوي –وعلى مستوى اشتقاق الكلمة– ترتبط كلمة الرّحمة ارتباطًا وثيقاً بالرحِمِ الوالدي (rahamim) كما ترتبط بالصلاح السخيّ، والأمين والحنون (hesed)، الذي يُمارَسُ في العلاقات الزوجيّة والعائلية.
للمزيد ....إضغط هنا