توجّه كلمة الله في بدء مسيرة الصوم للكنيسة ولكل فردٍ منا دعوتين: الأولى هي دعوة القديس بولس: "نسألكم أن تصالحوا الله" (2 كور 5، 20). ليست مجرد نصيحة أبويّة أو اقتراح وحسب وإنما هي تضرّع باسم المسيح: "نَسأَلُكُم بِاسمِ المسيح أَن تُصالِحوا اللّهَ".
لماذا هذا النداء النابع من القلب؟ لأن المسيح يعرف كم نحن ضعفاء وخطأة، يعرف ضعف قلبنا؛ يراه مجروحًا بسبب الشرّ الذي قمنا به ويعرف على الفور مدى حاجتنا للمغفرة وبأننا بحاجة لنشعر بأننا محبوبون لنقوم بالخير.
ليس باستطاعتنا أن نقوم بشيء لوحدنا ولذلك لا يطلب منا الرسول أن نفعل شيئًا وإنما أن نسمح لله بأن يصالحنا، أن نسمح له بأن يغفر لنا بثقة لأن: "الله أَكبَرُ مِن قَلبِنا" (1 يو 3، 20). هو يتغلّب على الخطيئة ويرفعنا من بؤسنا إن سلمناه إياه.
يكفي أن نعترف بحاجتنا للرحمة: إنها الخطوة الأولى في المسيرة المسيحيّة؛ إنه دخول عبر الباب المفتوح أي المسيح حيث ينتظرنا هو بنفسه، المخلّص، ويقدّم لنا حياة جديدة وفرحة.
للمزيد....إضغط هنا.