(أعمال الرسل ٩/ ١ - ١٩)
"يا أخي شاول، إنّ الرّب أرسلني وهو يسوع الذي تراءى لك في الطّريق التي قدمت منها، أرسلني لتبصر وتمتلئ من الرّوح القدس".(١٧)
ظهر المسيح لشاول في طريقه إلى دمشق لملاحقة مَن كانوا يعيشون على هذه الطّريقة أي طريقة المسيح (٩/ ٢). "وفي دمشق بقي ثلاثة أيّام مكفوف البصر لا يأكل ولا يشرب (٩/ ٩)". والرّب كلّف حننيا ليُعيد البصر إلى شاول وعند خوف حننيا، قال له الرّبّ: "إذهب فهذا الرّجل أداة اخترتُها لكي يكون مسؤولاً عن إسمي عند الوثنيِّين والملوك وبني اسرائيل. فإنّي سأريه ما يجب عليه أن يعاني من الألم في سبيل اسمي" (٩/ ١٥ - ١٦) فذهب حننيا ووضع يديه عليه وقال: "يا أخي شاول، إنّ الرّب أرسلني، وهو يسوع الذي تراءى لك في الطّريق التي قدمت منها، أرسلني لتبصر وتمتلئ من الرّوح القدس فأبصر وقام فاعتمد، ثم تناول طعامًا فعادت إليه قواه (٩/ ١٨ - ١٩)".
التأمّل:
١- دعوة خاصّة لبولس. الله قادر أن يُحوّل الإنسان تمامًا كما حوّل بولس. حرمه القوّة ليسمع لحننيا. وهو كان عارفًا بأنّ المسيح كلّمه. فها هوذا يصلّي وينتظر حننيا. الرّبّ يستعمل وسائل كثيرة. أحبّ بولس لكنّه ترك لآخرين إنهاء المهمّة. فالكنيسة جماعة، وحننيا من هذه الجماعة، وقد أعطاه الله تفويضًا واسعًا، إذ أعلن له من يكون بولس الذي يذهب اليه:
- إنّه مسؤول عن اسمي.
- وفي سبيل اسمي يعاني الألم.
ماذا تعني لي مسؤوليتي عن اسم الله؟ مهما تراكمت الصّعوبات وواجهت من اللامبالاة، لا يسمح لي بالتردّد سوف تكون مسألة حول موقفي من إسم الله. ومن الواضح أنّها مسؤوليّة تفرض المُعاناة الى أبعد الحدود.
٢- أرسلني لتبصر وتمتلئ من الرّوح القدس: الرّوح القدس يقود إلى فهم الرّسالة وأبعادها.
الرّوح القدس يُعطي الجرأة للإندفاع بخط ّ هو يضمن سلامته. لقد رأينا أشكال معاناة بولس، وهي فوق طاقة الإنسان ولا يتعلّم من يختبرها مرّة، أن يُكثر من حساباته للمستقبل. الرّوح يدفع ويشدّد ويهوّن المصاعب أو يشدّ القوّة لمواجهتها. هل نترك الرّوح يملأنا؟ ونرى ما معنى هذا الإمتلاء؟ إنّه امتلاء من نعمة الله، من قوّته. ويجب ألاّ نفسح لهذا الإمتلاء أن يتراجع. إنّ فيه ذروة المسؤوليّة عن اسم الله. لكنّه أيضًا يفتح لنا داخل الله. لأنّ الرّوح يعرف ما في الله. من دعوة بولس الى حننيا الذي أعلمه الله بكلّ ما ينتظر من بولس إلى الرّوح القدس الذي هو نهاية لما حصل وبداية لما يتبع، وكم يتبع؟
المناجاة
هلمّ أيّها الرّوح القدس، احمل لنا معرفة ما في الله، وابدأ عملك الذي لا يحدّد ونحن نفتح لك قلبنا، ونضع ذواتنا في هبة التجاوب مع ايحاءاتك.
هلّم أيّها الرّوح
المطران أنطوان حميد موراني