الرّوح القدس والجرأة
( أعمال: ٤/ ١٠ - ٣؛ ٥ - ١٠)
وبينما بطرس ويوحنّا يخاطبان الشّعب، أقبل إليهما الكهنة وقائد الحرس والصّدوقيّون، وهم مغتاظون لا لأنّهما كانا يعلّمان الشّعب ويبشّران في الكلام على يسوع بقيامة الأموات. فبسطوا أيديهم إليهما ووضعوهما في السّجن إلى الغد...
فلمّا كان الغد اجتمع في أورشليم رؤساؤهم والشّيوخ والكتبة، وكان في المجلس حنان عظيم الكهنة وقيافا ويوحنّا والإسكندر وجميع الذين كانوا من سلالة الكاهن.
ثم أقاموهما في الوسط وسألوهما: "بأي قوّة أو بأي إسم فعلتما ذلك؟" فقال لهما بطرس وقد امتلأ من الرّوح القدس: "يا رؤساء الشّعب ويا أيّها الشّيوخ، إذا كنّا نستوجب اليوم عن الإحسان إلى عليل ليعرف بماذا نال الخلاص فاعلموا جميعًا وليعلم شعب إسرائيل كلّه أنّه باسم يسوع المسيح الناصريّ الذي صلبتموه أنتم، فأقامه الله من بين الأموات، بهذا الإسم يقف أمامكم ذلك الرّجل معافى...
فلما رفعه الله بيمينه، نال من الآب الرّوح القدس الموعود به فأقامه، وهذا ما ترون وتسمعون.
التأمّل:
١- إجتمع المجلس اليهوديّ وربّما أكثر وقد اجتمع عند الغد. لأنّ القضيّة أساسيّة والسّؤال واحد: "بأيّ قوّة أو بأيّ إسم فعلتما ذلك؟" والنصّ يقول: "من فضل الإيمان باسمه". إن ذاك الإسم قد شدّد هذا الرّجل (اعمال ٣/ ١٦) الإيمان بالمسيح هو الذي فعل. وقد ظهر هذا الإيمان بشكل قوّة وإسم. فمحور السّؤال هو "القوّة والإسم" لكنّهم لم يروا ذلك بل الفاعل.
٢- سؤال واتّهام محدّد: "بأيّ قوّة أو بأيّ إسم فعلتما ذلك؟". السّؤال إهمال لماذا تمّ فعله، حتى ولو كان خيرًا.
أجاب بطرس وقد امتلأ من الرّوح القدس: أجاب وقد أقاموه في الوسط مصوِّبًا النّظر أوّلاً إلى خلاص العليل. هذا هو الموضوع. فأوضح بطرس للجميع: "ليعلم شعب إسرائيل كلّه أنّه باسم يسوع المسيح - يقف أمامكم معافى. وهذا المسيح أنتم صلبتموه والله أقامه". بين السّؤال والجواب مواجهة مباشرة واتّهام مباشر.
الرّوح القدس يعطي القوّة لمواجهة مختصرة ومباشرة.
٣- وتعلّم الرّسل أمرين: "ما من خلاص بأحد غيره". "أمِن البِرّ عند الله أن نسمع لكم أم الأحرى بنا أن نسمع لله" (أعمال ٤/ ١٩) من خلاص الإنسان العليل إلى هذا التّصميم، الذي يضع المسيح أساسًا لكلّ خلاص. وبالتّالي: الطاعة لله قبل الطاعة لبني البشر.
نتعلّم الكثير، بل نقتنع بما هو أعمق من المستوى الذي وضعنا عليه: الله أم الإنسان؟ فالرّوح القدس يفعل في الكنيسة.
مناجاة
أيّها الرّوح القدس كُن حاضرًا وفاعلاً واجعلنا في انتظارك واجعلنا ننشر بشارة الخلاص "بجرأة" كلامنا وسلوكنا، وهما بالطّبع مناقضان لما ألِفه البشر.
"هلّم أيّها الروح"
المطران أنطوان حميد موراني