نجد في حدث مشي يسوع على الماء (مر 6: 47-56) ثلاثة عبر وهي الصلاة، والإيمان، وعدم الخوف.
1) الصلاة في العزلة: كانت العزلة أو الإنفراد في موضع خلاء له أولويته عند سيّدنا يسوع المسيح، فقد جعل الرّبّ وقتًا في برنامجه لينفرد فيه مع الآب. فقضاء وقت مع الله في الصّلاة، ينشئ علاقة حيوية، ويؤهّلنا لمواجهة تحدّيات الحياة وصراعاتها.
قد يبدو لنا أحيانًا أنّ الله قد يتركنا أو قد يتغيَّب عنّا، وأنّ الأمر لا يعنيه. لكن الرّبّ حاضر فينا، ويصلّي من أجلنا. اختبر التلاميذ أنّهم بدون يسوع عاجزون، وأنّهم أحوج ما يكونون إليه في ساعات الظلمة والضيق. فلنخصِّص وقتًا منفردًا مع الله، فيساعدنا هذا على أن ننمو روحيًّا، ونزداد تشبُّهًا بالمسيح.
2) التغلّب على الشكِّ بالإيمان: قد لا نمشي على الماء، ولكنّنا نواجه مواقف عسيرة، فإذا ركَّزنا أبصارنا على أمواج الظروف الصعبة حولنا، فقد يهتزّ إيماننا ونتعرّض لليأس والغرق. وليس معنى هذا بالضرورة أنّنا قد فشلنا، فعندما اهتزّ إيمان بطرس، لجأ إلى المسيح، الوحيد الذي يقدر أن يعين. لقد خاف ولكنّه مع ذلك نظر إلى المسيح.
فعندما نُدرك المتاعب التي تحيط بنا، ونشكّ في حضور المسيح معنا، أو في قدرته على معونتنا، علينا أن نتذكّر أنّه هو الوحيد الذي يستطيع أن يعين. فلكي نحتفظ بإيماننا في وسط المواقف الصعبة، لنثبِّت نظرنا على المسيح وقوَّته، لا على ضعفنا. ظهور السيِّد المسيح ماشيًّا على الماء وحثه لبطرس، يدفعنا الى الثقة بقوّة الله وسط أمواج الحياة التي تهدِّد إيماننا وحياتنا المسيحيّة.
3) التغلّب على عدم الخوف بالثقة: علّمنا يسوع الثقة وعدم الخوف: "ثقوا. أنا هو، لا تخافوا (مر 6/ 50) "تُعانون الشدّة في العالم ولكن ثقوا إنّي قد غلبت العالم" (يوحنا 16/ 33).
وهذا ما يؤكّده صاحب المزامير "الربُّ نوري وخلاصي فممّن أخاف؟ (مزمور 27/ 1) إنَّ: "الربَّ عن يميني فلن أتزعزع (مز 16 /8). لأنّه الربّ يقول "أُنجِّيه لأنّه تعَلق بي أحْميه لأنّه عَرَفَ اسْمي.15 يَدعوني فأُجيبُه أَنَّا معه في الضِّيقِ فأُنقِذُه وأُمَجِّدُه.16 بِطولِ الأيّامِ أُشبِعُه وأُريه خلاصي". (مز 91/ 14-16).
ومن هنا نستنتج أنَّ الخوف لا يتَّفق مع الإيمان: الإنسان المؤمن لا يخاف. الإيمان يحرِّر الإنسان من الخوف من العالم، والخوف من المرض، والخوف من الموت، والخوف من الآلام والضيقات، والخوف من البشر وما يفعلون. فلنصرخ مع القدِّيس بطرس "نجِّنا يا ربّ".
موقع أبونا.