الذكرى المئوية الأولى على ولادة القديس البابا يوحنا بولس الثاني

متفرقات

الذكرى المئوية الأولى على ولادة القديس البابا يوحنا بولس الثاني

 

 

 

بمناسبة الذكرى المئوية الأولى على ولادة القديس البابا يوحنا بولس الثاني (١٨ أيار ١۹٢٠) ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح يوم الاثنين القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس في كابلة ضريح القديس يوحنا بولس الثاني وقد عاون الأب الاقدس الكاردينال أنجلو كوماستري النائب العام للأب الأقدس على دولة حاضرة الفاتيكان والمسؤول عن بازيليك القديس بطرس والكاردينال البولندي كونراد كراييفسكي المسؤول عن مكتب الكرسي الرسولي المعني بأعمال المحبة لصالح الفقراء باسم الحبر الأعظم.

 

 

 

افتتح الأب الأقدس الذبيحة الإلهية رافعًا الصلاة إلى الله الغني بالمراحم الذي دعا القديس يوحنا بولس الثاني لكي يقود الكنيسة بأسرها أن يمنحنا وإذ نتقوى بتعليمه أن نفتح قلوبنا بثقة على النعمة الخلاصية للمسيح فادي الإنسان الوحيد. واستهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من المزمور الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم والذي نقرأ فيه أنَّ الرب يحب شعبه وأن شعب إسرائيل عندما كان الرب يرسل له نبيًّا محبّة به كان الشعب يقول: إن الرب قد افتقد شعبه لأنّه يحبّه. وهذا ما كان يقوله أيضًا الجمع الذي كان يتبع يسوع: "إن الرب قد افتقد شعبه"؛ واليوم يمكننا نحن أيضًا أن نقول ذلك أيضًا لأن الرب ولمئة سنة خلت قد افتقد شعبه وأرسل رجلاً، أعدّه لكي يكون أسقفًا ويقود الكنيسة.

 

 

 

تابع البابا فرنسيس مشيرًا إلى ثلاث صفات للراعي الصالح تحلّى بها القديس يوحنا بولس الثاني: الصلاة والقرب من شعب الله ومحبة العدالة. لقد كان القديس يوحنا بولس الثاني رجل الله لأنّه كان يصلّي كثيرًا بالرغم من العمل الكبير الذي كان لديه بأن يقود الكنيسة. لقد كان يعرف جيّدًا أن مهمّة الأسقف الأولى هي الصلاة، لقد كان يعرف هذا الأمر جيّدًا. وبالتالي فالمهمّة الأولى للأسقف هي الصلاة، وقد علّمنا أنّه عندما يقوم الأسقف بفحص الضمير المسائي عليه أن يسأل نفسه: كم ساعة صلّيت اليوم؟ إنه رجل صلاة.

 

 

 

 الميزة الثانية هي القرب. كان يوحنا بولس الثاني رجل قرب، لم يكن رجلاً بعيدًا عن الشعب، لا بل كان يذهب للقائه وقد جال العالم بأسره. كان يبحث عن شعبه ويقترب منه، والقرب هو إحدى ميزات الله مع شعبه. قرب الله من الشعب الذي يصبح فيما بعد أقوى وأوثق بيسوع. إن الراعي يكون قريبًا من شعبه وإلا فهو ليس راعيًّا وإنما مجرّد مدبّر، قد يكون صالحًا ولكنّه ليس راعيًا. القرب من الشعب والقديس يوحنا بولس الثاني قد أعطانا المثال عن هذا القرب: لقد كان قريبًا من الكبار والصغار، القريبين والبعيدين، كان قريبًا على الدوام.

 

 

 

أما الصفة الثالثة، فهي محبّة العدالة، وإنما العدالة الكاملة. لقد كان يوحنا بولس الثاني رجلاً يرغب في العدالة، العدالة الاجتماعية، عدالة الشعوب، العدالة التي تبعد الحروب. العدالة الكاملة. لذلك كان القديس يوحنا بولس الثاني رجل الرحمة لأن العدالة والرحمة تسيران معًا، ولا يمكننا أن نفصلهما: العدالة هي العدالة والرحمة هي الرحمة ولكن لا وجود للواحدة بدون الأخرى. وإذ نتحدّث عن رجل العدالة والرحمة نفكّر بما فعله القديس يوحنا بولس الثاني لكي يفهم الناس رحمة الله. لنفكر أيضًا كيف حمل قدمًا عبادة القديسة فاوستينا التي أمتدّ ذكرها الليتورجي إلى الكنيسة جمعاء. لقد شعر أن عدالة الله كانت تملك وجه الرحمة وموقف الرحمة. وهذه عطيّة قد تركها لنا يوحنا بولس الثاني: العدالة- الرحمة، والرحمة العادلة.

 

 

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول لنرفع صلاتنا اليوم إلى الرب لكي يمنحنا جميعًا، ولاسيما لرعاة الكنيسة، نعمة الصلاة ونعمة القرب ونعمة العدالة- الرحمة، والرحمة – العدالة. ليولّد الله فينا شعلة المحبة التي غذّت بلا انقطاع حياة القديس يوحنا بولس الثاني ودفعته لكي يبذل حياته من أجل الكنيسة.

 

 

إذاعة الفاتيكان