«سينتصر قلبي البريء من الدنس». وماذا يعني ذلك؟ يعني ان القلب المنفتح على الله، المطّهر بالتأمّل في الله، هو أقوى من البندقيّة ومن السلاح أيّاً كان. أن «نَعَم» مريم، تلك الكلمة الصادرة مـن قلبها، قد غيّرت تاريخ العالم، لأنها أدخلت المخلّص إلى العالم. فالله، بفضل «نَعَم» مريم، أمكنه أن يصير إنساناً في عالمنا، ومذّاك هو باقٍ هكذا إلى الأبد. للشرّير سلطان على العالم، ونحن نرى ذلك ونختبره في صورة متواصلة، له السلطان لأن حرّيتنا تستسلم في صورة متواصلة وتنحرف عن الله. ولكن، قد أصبح الله له قلب انسان، وبالفعل نفسه وجّه حريّة الإنسان نحو الله، فالحريّة المتوجّهة صوب الشرّ لم يَعُد لها الكلمة الأخيرة. ومنذئذ أصبحت هذه الكلمات نافذة: «سيكون لكم في العالم ضيق. ولكن ثقوا: أنا غلبت العالم» (يو 16/33). ان رسالة فاطيما لَتدعونا إلى أن نثق بهذا الوعد من المسيح لنا.
للمزيد....إضغط هنا