يقوم المونسينيور رافايلّو مارتيني، المسؤول في المجمع الحبريّ لعقيدة الإيمان، بنشر أبحاث موجزة حول مواضيع آنيّة، يقوم بكتابتها استنادًا على تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة والوثائق الحبريّة.
ننشر في ما يلي مقتطفات من تأمّله حول العذراء مريم: "العذراء مريم: كيف نكرّمها؟"
من هي مريم العذراء؟
مريم العذراء هي إبنة إسرائيل، صبيّة شابة يهوديّة من ناصرة الجليل، "عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف" (لو 1، 26-27).
هي بكر بين المتواضعين والفقراء بالرّوح الذين ينتظرون بثقة خلاصه. (راجع نور الأمم، 55).
ما العلاقة بين مريم والمسيح؟
مريم هي أمّ يسوع، وقد حبلت به دون تدخل إنسان، بقوّة الرّوح القدس. فقد دُعيت مريم لكي تحمل بذاك الذي يسكن فيه "جسديًّا ملء اللّاهوت" (كول 2، 9).
ما معنى الحبل بلا دنس؟
"اختار الله مريم منذ الأزل، بشكل مجّاني، لكي تكون أمّ ابنه: ولكي تكمل هذه الرّسالة، حُبل بها بلا دنس. هذا يعني أنّه بإنعامٍ من الله، وباستحقاقات يسوع المسيح المُسبقة، حُفظت مريم من دنس الخطيئة الأصليّة منذ لحظة الحَبَل بها" (خلاصة تعليم الكنيسة الكاثوليكية، 96).
أهي دائمة البتوليّة؟
يقول الإيمان المسيحيّ أنّ مريم هي دائمة البتوليّة، قبل الميلاد فيه وبعده. هي أمّ عذراء ودائمة البتوليّة.
ومريم عذراء في الجسد وفي القلب: فقد وثقت مريم طيلة حياتها بإرادة الله، وبقيت دومًا "أمَة للرّبّ" (لو 1، 38). وبحسب قول القدّيس أوغسطينس: "إنّ مريم أكثر طوباويّة في إيمانها بالمسيح منه بالحبل به". (S. Agostino, De sancta virginitate, 3, 3).
لماذا يتحدّث الكتاب المقدّس عن إخوة وأخوات يسوع؟
كان من عادة العهد القديم، وفي أيّام يسوع أيضًا، أن يُسمّى الأقارب إخوة.
وفي أيّامنا أيضًا، ما زال الكهنة يتوجهون إلى المؤمنين مسمّين إيّاهم إخوة وأخوات للتّعبير عن الرّباط الذي يربط الجميع بالمسيح.
ما هي العقائد المريميّة؟
العقائد المريميّة هي:
- أمومة مريم الإلهيّة (لقب أم الله، "Theotokos" الذي أُعطيَ لمريم في مجمع أفسس عام 431).
- الحبل بلا دنس (أعلنها البابا بيوس التاسع في 8 ديسمبر 1854).
- دائمة البتوليّة (المجمع اللاتراني عام 649).
- الإنتقال إلى السّماء بالنّفس والجسد (البابا بيوس الثاني عشر، 1 نوفمبر 1950).
تعبّر هذه العقائد عن مكنون الكتاب المُقدّس وهي إعلان رسميّ لما عاشته الكنيسة ضمنيًّا مدى العصور.
بأي معنى مريم هي أمّ الله؟
تدعو الكنيسة مريم أمّ الله بمعنى أنّ يسوع، الذي حقيقة ً ابنها بحسب الجسد، هو ابن الله الأزليّ المُساوي للآب في الجوهر والذي يشارك الآب بطبيعته الإلهيّة، كونه الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس.
ما معنى انتقال مريم إلى السّماء؟
انتقال العذراء إلى السّماء بالنفس والجسد يعني أنّها طابقت ابنها بالكليّة بانتصاره على الموت. ويعني أيضًا مشاركة مريم في ثمار قيامة إبنها.
ما هي علاقة مريم بالكنيسة؟
مريم هي عضو في الكنيسة، أمّ الكنيسة، نموذج الكنيسة وشفيعة الكنيسة.
تنتمي مريم إلى الكنيسة كأخت لنا، فهي أوّل من فداهم المسيح. وهي أمّ الكنيسة لأنّها تُشارك في عمل الفداء بإيمان حرّ ومُطيع (راجع نور الأمم، 56). وعلى الجلجلة سلّمها يسوع المؤمنين بشخص التلميذ قائلاً: "هذا هو ابنك"، ثم "هذه أمّك" (يو 19، 26-27).
ومريم هي نموذج الكنيسة لأنّه فيها قد تحقـّـقت بشكل كامل دعوة الكنيسة. هي مثال الكنيسة بالبتوليّة والأمومة.
فعبر الكلمة، تصبح الكنيسة أمًّا، لأنّها عبر الوعظ والمعموديّة تلد أبناءها إلى الحياة التي لا تموت. (راجع نور الأمم، 64).
والكنيسة هي العذراء التي تحفظ كمال ونقاوة إيمان العريس، بقوّة الرّوح القدس.
الفاتيكان 2007