أشار البابا فرنسيس، خلال عظته في القدّاس الذي إحتفل به يوم الإثنين الواقع فيه 8 أبريل 2013، في دار القديسة مارتا في الفاتيكان، قائلًا بأنّ التواضع هو "القاعدة الذّهبيّة" للمسيحي: إذًا "التقدم" يعني "الإنحناء".
إحتفل البابا فرنسيس في قدّاسه اليوميّ، بمناسبة عيد البشارة الذي تمّ تأجيله إلى 8 أبريل من هذا العام وذلك لأنّ 25 مارس صادف خلال الأسبوع المقدّس.
وخلال الإحتفال، قامت "بنات الرحمة" بتجديد نذورهنّ وذلك بحسب تقليد جماعتهن في كلّ سنة في عيد البشارة.
التّقدم والإنحناء
قال البابا أنّ تاريخ الإيمان بأكمله بُني بالتواضع و"نحن نتحدّت إلى الجميع بكلّ تواضعٍ": كل ذلك كما تُظهره لنا ولادة المسيح حيث يبدو أنّ الله أراد إبقاء كلّ حدثٍ "مخفيّ، وغير مُعلن" وشرح بأنّ ذلك "يغطّيه ظلّ الروح القدس".
وإنّ طريق التواضع هي الطريق المتعلّقة بـ"الإنحناء"، وفي سرّ البشارة ينحني الله المتواضع: يأتي إلينا وينحني. وسيستمرّ بالإنحناء إلى الصّليب".
وبالنسبة للبابا إذًا "القاعدة الذهبيّة" للمسيحيّ هي "التوجه إلى الأمام، والتّقدم والإنحناء". وشدّد قداسته قائلًا: "لا يمكننا سلك طرق أخرى. إن لم أنحنِ، وإن لم تنحنِ لا تكون مسيحيًّا".
التواضع هو التخلّي عن كل شيء
غير أنّ البابا أشار بالقول: "أن يكون المرء متواضعًا لا يعني أن يمشي على الطريق وهو منخفض العينين: كلا، كلا".
إنّ التواضع الحقيقيّ هو "ذلك التواضع الذي يعلّمنا إيّاه الله، هو تواضع مريم العذراء وتواضع القديس يوسف". ثمّ، أضاف قداسته أنّه عند البشارة، تنحني مريم العذراء وتجيب بنعم إلى مشيئة الله حتى ولو "أنّها لا تفهم ذلك جيّدًا". إنّ مريم العذراء "تفهم جوهر البشارة بشكل أساسيّ": إنّها "تسلّم روحها لمشيئة الله".
ويتجسّد أيضًا التواضع في كلمة "نعم" "للقديس يوسف، خطيب مريم" الذي يقبل "بتحمّل هذه المسؤوليّة العظيمة".
وأكّد البابا أن أسلوب مريم ويوسف يُظهر أنّه لحصولنا على محبّة الله كلّها يجب سلك طريق التواضع. فالله المتواضع أراد السير مع شعبه.
المحبّة تمرّ عبر طريق التواضع
أوضح البابا، وهو يشير إلى أنّ "الله متواضع وعطوف للغاية. الله صبورٌ"، أنّه كان "مختلفًا عن حالة الأوثان، إذ أنّها قويّة وهي تُسمع، وهنا هو الذي يأمر!".
وأضاف بالقول: "على العكس تمامًا، يفضّل الله أن يسلك طريق التواضع لأنّه حقيقيّ وليس زائفًا وليس من خشب صنعه الإنسان".
وفي النهاية، "كل هذه المحبّة من الله تمرّ عبر طريق التواضع هذه". وفي الواقع، "إن لم يكن هناك التواضع، لبقيت المحبّة مسدودة ولا مجال للتّقدم". ولهذا السبب "كلّ شيء يتحقّق عبر طريق التواضع".
وفي هذا المثال، إنّ المسيحيّ مدعوٌّ إلى الإنحناء " بغية السمّاح لرحمة الله بأكملها أن تمرّ عبر هذه الطريق التي تعدّ الطريق الوحيدة التي إختارها الله، فهو لم يختر لنا طرقًا أخرى بل هذه الطريق التي ستنتهي عند الصّليب".
إنتصار المسيحيّ
تابع البابا قائلًا: "ولكن، هذه الطريق تنتهي أيضًا "عند إنتصار القيامة" ومن ثمّ "إنتصار المسيحيّ في سلك سبيل الإنحناء هذا".
واختتم البابا بالقول: " لنتأمّل المسيح. لنتأمّل العذراء مريم، ولنتأمّل القديس يوسف. ولنطلب نعمة التواضع. ولكن، نعمة هذا التواضع الذي هو الطريق الذي عبره تمرّ الرّحمة. وعندما يقول لنا القديس بولس: فكرّوا في أنّ الآخرين هم أفضل منكم، فأحيانًا يصعب عليكم التفكير بذلك. ولكن، القديس بولس يفكّر في هذا السّر، في هذه الطريق، لأنّه يعلم في عمق قلبه أنّ المحبّة تمرّ عبر طريق التواضع هذا فقط. إذًا، لنطلب نعمة تواضع العذراء مريم، والقديس يوسف والمسيح".
وكالة زينيت