القدّيس بادري بيّو أعجوبة القرن العشرين (1887 - 1968)

أضواء

القدّيس بادري بيّو أعجوبة القرن العشرين (1887 - 1968)

تُعدّ ظاهرة البادري بيّو من الظواهر الفريدة في عالم اليوم وفي الكنيسة المعاصرة. فبالرغم من التقدّم المذهل الذي أحرزه العلم في الآونة الأخيرة، والاكتشافات الجبّارة، فهو يقف حائرًا، عاجزًا عن تفسير الظواهر العجيبة التي رافقت وطبعت حياة هذا الأب القدّيس، الذي ظهرت جراحات السيّد المسيح في كلّ أنحاء جسده، أضف إلى ذلك الآيات التي أجراها الله على يديه، فقد شفى المرضى، واستطاع الانتقال بالروح من مكان إلى آخر بينما جسده قابع في بلد، والمعجزة تحصل بشفاعته في بلد آخر.

فالبادري بيّو يجسّد كلّ ما هو خارق وفائق للطبيعة في عالم لم يعد يؤمن بتدخّل السماء. إنّه الشاهد الذي يُظهر لنا بدون أي خلل أنّ الله قادر على كلّ شيء لكي نرتدّ إليه. كما أنّه يبشّر بعصر تسوده الحياة الروحيّة والرحمة! حيث كلّ نفس مدعوّة لكي تتحوّل إلى قربان في قدّاس المحبّة.

يقول البابا بنوا الخامس عشر Benoit XV عنه:

"إنّه حقًّا من أصحاب المعجزات الّذين يُرسِلُهم الله من حين إلى آخر إلى الأرض لإرتداد الناس وهديهم".

أوّلاً: لمحة موجزة عن حياة البادري بيو 

ولد الأب بيو في "بْيَاتْرَلْشينا" في 25 أيار 1887. تقبل سرّ العماد في اليوم الثاني لولادته وأعطي في المعمودية إسم فرنسيس. نشأ في أسرة فقيرة ومن خلال الرسالة التي بعث بها إلى مرشده الروحي ندرك أنه منذ سن الخامسة كان الطفل يتمتع بنعمة مشاهدة العذراء مريم التي كان يكنُّ لها عاطفة قوية.

يُذْكَر عنه أنّه كان هادئًا، خجولاً، متحفظًّا لا يحتمل سماع الشتائم ولا الكلمات البذيئة. أمّا أفضل صديق له فكان ملاكه الحارس بحسب ما باح به لمرشده الروحي.

كرّس البادري بيو نفسه للربّ ولمار فرنسيس الأسيزي منذ سن الحادية عشرة. لم يقف أبواه في وجه دعوته وفي الخامسة عشرة من عمره سنة 1902 كان يتحرّق شوقًا ليمنح كلَّ شيءٍ إلى الله فرافقه والده إلى دير الآباء الكبّوشيين حيث أمضى فترة الإبتداء. وهناك لبِس ثوب الرهبنة واختار لنفسه اسم الأخ بيو دي "بياترلشينا". كان مبتدئًا مثاليًّا؛ ومنذ ذلك الحين بدأت تحدث معه ظواهر غريبة.

كان هذا المبتدىء الشاحب الفارع القامة يستغني عن الطعام بشكل تام مكتفيًا بالمناولة اليومية وقد أمضى واحد وعشرين يومًا يتناول القربان المقدّس فحسب. طلب منه رئيسه بأمر الطّاعة أن يأكل، أطاع لكنه تقيّأ كلّ طعامه وعندما حاول الرئيس (معلم الابتداء) حرمانه من المناولة، أشرف على الموت.

فرض القدّيس بيّو على نفسه عذابات وإماتات، ومن عاداته السهر طويلاً ليصلّي، بَيْد أن الشيطان لم يكن مسرورًا من إماتاته الشاقة وسهره الطويل، فقد حوّل لياليه إلى حلبة صراع وعراك وجعل لياليه مضطربة. ولم يكن أحدٌ يرضى بأن يكون جاره في الغرفة. كان يرتّب حجرته ويخرج، وما إِن يعود حتى يجدها مبعثرة تمامًا، فالكتب على الأرض والمحبرة مقلوبة ومكسورة وسريره مقلوبًا. وكثيرًا ما كان يخرج في الصباح، وقد ظهرت على وجهه آثار المعركة كالأورام واللطمات الزرقاء.

تحوّل بسرعة مذهلة إلى رجل الصلاة والشفاعة، وأهدي موهبة ذرف الدموع إذ كان يترافق مع السيّد المسيح في آلامه لرؤيته البشرية منجبلة بالخطيئة وهكذا أصبحت رسالته واضحة في نَظَره: المشاركة في سرّ الفداء.

اهتمّ رؤساؤه كثيرًا بصحّته فحالما أبرز نذوره المؤبدة في 27 كانون الثاني 1907، أمروا له بعطلة طويلة يقضيها في بيته الوالدي في "بياتْرَلْشينا" ليستعيد صحّته، بقي هناك حتى سنة 1916.

سيم كاهنًا في 10 آب 1910 وكان له من العمر 23 عامًا وكان يقول: «كم كنت سعيدًا في ذلك النهار، لقد كان قلبي يشتعل حبًا بيسوع. إذ بدأت أتذوّق الفردوس!» تَلا قدّاسه الأول في كنيسة رعيته في 14 آب 1910 وكما كتب على الصورة التي وزعها في ذكرى سيامته الكهنوتية: «يا يسوع، روحي وحياتي، اجعلني أكون معك للعالم؛ الطريق والحق والحياة. فلأكن لك كاهنًا قديسًا، ضحية كاملة»

من هذه الكلمات تتضح رسالته ألا وهي رغبته بالألم الفدائي

في 17 آب 1910 بعد سبعة أيام من حفل سيامته حصل على سمات السّيد المسيح التي بقيت خفيّة. وفي 6 تشرين الثاني 1915 دخلت إيطاليا الحرب الكونية الأولى؛ دعي الأب بيو للخدمة العسكرية. عندما لاحظ المسؤولون عدم كفاءته أحالوه إلى تعبئة الشواغر من كنّاس إلى حارس فبوّاب. ومحبَّةً بربِّه المصلوب لم يستصعب الخدمة ولم يزعجه إلا إقامته بين جنود أفظاظ لا أدب لديهم ولا حياء، وقحين سفهاء غليظي الكلام، ممّا جعله يتألم حتى الموت.

وكان موضع سخرية من قِبل رفاقه الذين كانوا يجهلون أن أي حركة من يديه أو رجليه كانت تؤلمه ألمًا شديدًا. فكان كأنه خرج من فردوس الفرنسيسكانيّين إلى جهنم القبائح التي يجهلها. وربما سمح الله بذلك ليُطلِعَه على هوية الخطيئة من مصدرها الحقيقيّ ويتعلّم كيف يحب الخطأة ويردّهم إلى قلب الله.

في الرابع من أيلول سنة 1916 أمره رؤساؤه أن يتوجّه إلى دير سيدة النعمة في "سان جيوفاني روتندو" حيث بقي إلى حين مماته. وفي 20 أيلول 1918 كان الأب في الخورس يشكر الله بعد القداس وأمامه صورة المصلوب فأحسَّ بشعور إلهي شعر به قبله أبوه القديس فرنسيس والقديسة كاترينا السيانية والقديسة فيرونيكا جولياني الكبوشية، لفّ الهدوء كيانه، ثم رأى أمامه شخصًا سرًّيا يقطر الدم من يديه ورجليه وجنبه ولما اختفى الشخص لاحظ الأب بيو أن يديه ورجليه وجنبه تقطر دمًا هي الأخرى.

كان ذلك بين الساعة الثالثة والسّادسة مثلما حصل في الجلجلة. ومنذ ذلك الحين أصبحت الجراح ظاهرة ومصحوبة بآلام حادة فقد كان يمشي بصعوبة فائقة على رجليه المثقوبتين، وعلى المذبح أصبحت الدماء تسيل من كفَّيه. وكانت تعضده في عذابه الأليم أم الأوجاع.

لم تدرك غالبيّة الرهبان بما حدث للأب بيو من جراح لأنه أخفاها بتحفظ. وفي أحد الأيام، بعد تلاوة الفرض المشترك، تأخّر الأب أركانجلو قرب الأب بيو في الكنيسة. وما إن دق الجرس يدعوهما حتى نهض الأب أركانجلو فلمح أن يديّ الأب بيو تقطران دمًا. فسأله ببراءة: «ما بك هل جرحت؟» فأجابه: «ما لك وما لي فذلك أمر لا يهمك». ثم نهض الأب بيو واتجه بخطى وئيدة إلى رئيسه يطلعه على حاله. فدهش الرئيس في بادىء الأمر إذ لم يعد بالإمكان إخفاء مثل هذه الجراح. وإلى جانب جراح اليدين والقدمين، كان الأب بيو يشكو من جرح طويل يقع في الجهة اليمنى من الصدر، ينـزف بغزارة ويبلّل ملابسه.

وممّا زاد في الأمر غرابة، أن ذلك الدم لم يكن يتجمّد، بل يعبق برائحة زكيّة. عندئذ كتب الرئيس تقريرًا إلى الأب العام. ذاعت شهرة الأب بيو في كلّ أنحاء العالم وأخذ الحجّاج يتهافتون إلى كرسي الإعتراف حيث كانت تكثر المعجزات، فقد نال الأب بيو موهبة فحص الضمائر والمعرفة والتمييز، وعندما ازداد عدد المتهافتين عليه، أوجب تدخّل الرئيس العام وتنظيم مواعيد الإعتراف.

وابتدأ الأب بيو حياة الشهادة الحقيقيّة، لأن الرئيس العام كتب إلى مجمع عقيدة الإيمان في روما، فأمر للحال أن يعرض الأب بيّو على أطباء من ذوي الإختصاص ليفحصوه. أطاع الأب بيو وتولّى أحد الأطباء دراسة لحالته. فحصه أولاً الطبيب "لويجي" فضمّد الجراح جيّدًا، وراح ينتظر ويراقب بنفسه، بعد مضي 15 شهرًا قدّم "بنيامي" هذا التقرير:

الجراح التي أصابت الأب بيو مغطّاة ببشرة تميل إلى الحمرة، ولونها هذا لا يعني وجود حقن دم أو ورم أو انتفاخ. وأؤكد بكلّ ثقة أن هذه الجراح ليست سطحية، لأنني ضغطت عليها بنفسي مرارًا وكنت أشعر كلّ مرّة بفراغ تحتها يخترق اليد، غير أن أصابعي لم تلتقِ عندما كنت أضغط من الجهتين، لأن الآلام التي كان يشعر بها الأب بيّو، لم تعد تسمح لي بمتابعة الضغط، ولكنني أخضعتُهُ عدّة مرّات وعلى فترات متباعدة لمثل هذا الفحص، في الصباح والمساء وألاحظ النتيجة نفسها دائمًا. لا تختلف جراح الرجلين بشيء عن جراح اليدين إلا من ناحية ثخانة القدمين حيث لم أتوصّل إلى نتيجة تقريبيّة كما هي الحال في اليدَين.

أما جرح الجنب فهو فتحة واضحة بقياس 6 إلى 7 سنتمترات، بعمق لا يمكن تحديده وينـزف دمًا متواصلاً وهذا النـزف ليس سطحيًا. وهذا الدم بتركيبه لا يختلف عن تركيب الدم البشري، وشرايينه مقطوعة ولا يُرى عليها أي انتفاخ وتورم بينما تحـدث ألمًا شديدًا عند الضغط على شفتي الجرح. ولقد فحصتُ الأب بيو خمس مرات في خمسة أشهر، ولم تسمح لي ملاحظاتي أن أطلق اسمًا طبيًّا على هذه الجراح».

أخيرًا، وبأمر الطاعة، وضع جسم الأب بيّو كله تحت المعاينة في كلّ تفاصيله، فكانت النتيجة أن جسم الأب بيو سليم من جميع النواحي، وهو خالٍ من أيِّ مرضٍ عصبي جسديًّا كان أم نفسيًا. فوقف عندها الأطباء حيارى، لا يعرفون كيف يعالجونه أو كيف يصفون هذه الحالة.

والطاعة كانت عمياء عند الأب بيو فقد كتب لمرشده: أعمل فقط لأطيعك لأن الله الصالح علّمني أن الطاعة ترضيه فوق كلّ شيء وأنها الواسطة الوحيدة لنرجو الخلاص.

ابتداءً من سنة 1922 إلى 1934، كثرت عليه الإضطهادات، فقد مُنِعَ المؤمنون من لقاء الأب بيو. ومن سنة 1931 حتى 1934، كان يعيش سجينًا في ديره وحُظِّر عليه القيام بأية ممارسة كهنوتية، باستثناء الإحتفال بالذبيحة الإلهية وحيدًا منفردًا. وفي 14 تموز 1933 رُفع الحظر عن الأب بيو وسُمِحَ له بالإحتفال بالذبيحة الإلهية أمام الجموع.

وفي آذار 1934 سمح له بسماع اعترافات الرجال ثم في أيار اعترافات النساء وأخذ عدد الحجاج يزداد في العالم أجمع، وكان الرب يجري العجائب على يد من أمضى عمره في الطاعة من دون شكوى أو تذمر. فكانت النتيجة فيضٌ من النعم.

عُرفت الفترة الممتدّة بين سنة 1942 إلى سنة 1955، بفترة الأعمال: فقد أسَّسَ الأب بيّو مجموعات صلاة وبنى مستشفى «La Casa -مؤاساة الآلام» التي دُشِنَتْ سنة 1956.

في سنة 1954 قرّر الكبّوشيون بناء كنيسة أكثر اتّساعًا، تتّسع لحشود المؤمنين الذين كانوا ينتظرون دورهم للاعتراف.

سنة 1966، إحتفل الأب بيّو بقدّاسه لأول مرة جالسًا وفي الأشهر التي سبقت موته لم يعد يستطيع التنقل إلاّ بواسطة الكرسي المدولب.

وفي 22 أيلول سنة 1968 أي بعد 50 عامًا من حمله لجراح المصلوب في جسده، احتفل بالذبيحة الإلهية للمرّة الأخيرة، وفي نهاية القدّاس أغميَ عليه.

كان نزاعه قصير الأمد، فقد مات بالضبط عند الساعة الثانية والنصف من صباح 23 أيلول 1968، من جراء ذبحة صدريّة، وانطفأت بموته تلك الشعلة التي أضاءت وهَدَت بنورها آلاف النفوس إلى الطريق القويم. وما إن أبلغت إذاعة الفاتيكان على الأثير خبر موته، حتى هرع إلى سان جيوفاني روتندو ما يقدّر بمئة وسبعين ألف شخص من جميع الطبقات والوظائف والجنسيّات بالإضافة إلى 500 شرطي لفرض النظام في تشييع الأب بيو الراحل.

دفن في القبو تحت هيكل كنيسة أُمّ النعم، وبما أن حياة الأب بيو كانت عجائبيّة فقد تكلّلت بأعجوبة جديدة إذ تأكدت حقيقة اختفاء جراحه عشية وفاته، وهذه الجراح التي حملها لمدة نصف قرن والتي عجز ألمع الأطباء عن تحليلها ومعالجتها وتبديل أيّ شيء فيها، ظهرت بأعجوبة واختفت بأعجوبة كأنها تشهد لمدى تمتّعه بأفراح القيامة المجيدة.

أوَليست  هي يد الله التي تعمل في هذا الحدث الفائق؟ وكما روى الذين حضروا الجنازة أنه بينما كانوا يتهافتون على نعشه الزجاجي المعروض أمامهم في الكنيسة لتقبيله، لمحوه واقفًا على نوافذ الدير ملوحًا بيديه مودّعًا الجماهير قبل أن يختفي.

هذه حياة الأب بيو الذي منح رسالة لينبّه العالم إلى ضرورة الصلاة والإماتة والإهتداء... لقد أراد يسوع أن يعيش آلامه مجدّدًا بشخص هذا الرّاهب المتواضع. هل بإمكاننا أن نلتقط الرسالة التي أراد أن يتركها لنا الرب؟ مع كلّ ظهور لجراح المصلوب في جسد الأب بيو، كان يسوع ينادينا كما نادى توما: تعالَ وانظرْ جراحي ويطلبُ منّا الإهتداء. علينا أن ننظر إلى هذه الظاهرة بجدّية.

محطّات هامّة من حياة القدّيس بيّو

25 أيّار 1887: مولده في بلدة "بْياترلشينا" الواقعة في إيطاليا الوسطى.

26 أيّار 1887: اقتباله سرّ المعموديّة في كنيسة بلدته ودُعي باسم فرنسيسكو.

27 أيّار 1899: اقتباله القربانة الأولى وسرّ التثبيت.

22 كانون الثاني 1903: ارتداؤه ثوب الابتداء الفرنسيسكاني وأخذ اسم الأخ بيّو.

27 كانون الثاني 1907: ابرازه النذور المؤبّدة: الطاعة والعفّة والفقر وتكريسه نهائيًّا لله.

10 آب 1910: سيامته الكهنوتيّة.

14 آب 1910: احتفاله بقدّاسه الأوّل في بلدته "بياترلشينا".

6 تشرين الثاني 1915: استدعاء الأب بيّو إلى الالتحاق بالجيش

16 آذار 1918: تسريح الأب بيّو من الجيش بهذه العبارة «إنّنا نرسلك حتّى تموت في بيتك».

20 أيلول 1918: اقتبال سمات المصلوب في دير مار يوحنّا روتوند.

21 حزيران 1919: ظهور خبر صحفيّ في جريدة «ماتينو دي نابولي» عن الأب بيّو: كاهن ذو سمات يجترح العجائب.

توفيّ في 23 أيلول 1968

أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني مكرماً في 18 كانون الأول سنة1997

طوّب في 2 أيار سنة 1999.

أُعلنت قداسته في 16 حزيران سنة 2002.

كشف على جثمانه في 4 نيسان 2008 وما زال كما هو وأيضاً يرشح دماً وماء.

طارت شهرة قداسته في أربعة أقطار العالم وبشفاعته أغدق الرب نعماً جمّة على أناس لا يحصى عددهم.

من أقوال بادري بيّو:

 " أعرفُ أنّ حضور يسوع في حياتنا عائد إلى حرارة إيماننا به، وإلى عمق محبتنا له. نحن بالإيمان نقترب منه، وبالمحبة نسعى إليه، وهو ينكشف دائماً أمام الذين تطهّرت قلوبهم، ونصعت أرواحهم ".

 " لا أستطيع أن أرفض أي شيء يطلبه أخي الإنسان، هذا ما يريده الرب مني، لأنه هو نفسه لا يرفض لي شيئاً أطلبه ".

 "لا تسمح أبداً لنفسك بأن تغتمّ، أو بأن تعيش في الكآبة الروحانية، أو بأن تقاسي الهموم والحيرة، لأن من أحبّ هذه النفس ومن مات لكي تحيا هي، حنون وطيب ولطيف وكريم".