تحتفل الكنيسة المارونيّة بأحد الثالوث الأقدس، وإذا تأملّنا في موضع هذا الأحد من الناحية اللّيتورجيّة، نجد أنّه أحد قمّة الأسرار اللاهوتيّة التي نتأمّل فيها طوال السنة، فبعد الآم الرّب وقيامته، ظهوره للتلاميذ وإرسالهم لهم للتبشير، صعوده الى السماء، نصل الى أحد الثالوث الأقدس.
إن الثالوث الأقدس هو السرّ المحوريّ للإيمان المسيحيّ وللحياة المسيحيّة. هو سرّ الله في ذاته، وبالتالي فهو يشكلّ مصدر أسرار الإيمان الأخرى وعلى ضوئه تتّضح الأسرار الأخرى. كلّ قصة الخلاص هي قصّة تجلّي الله الحقيقيّ والواحد: الآب والإبن والرّوح القدس، الّذي يصالح معه من انفصل عنه بالخطيئة ويضمّهم اليه. (راجع تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة، 234).
مهما حاولنا لن نستطيع أن ندرك سرّ الثالوث الأقدس بواسطة قوانا العقليّة وحدها أو بواسطة المنطق، "فالإنسان الّذي يحاول معرفة الله على ضوء العقل وحده سوف يصطدم بصعوبات جمّة. إذ لا يمكنه أن يدخل في حميميّة السرّ الإلهيّ. لقد أراد الله إنارة سعيه موحياً اليه، ليس فقط حقائق تتخطّى قدرة الإنسان على الفهم، إنّما أيضاً موحياً إليه حقائق دينيّة وأخلاقيّة. (راجع مختصر تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة، 4).
للمزيد....إضغط هنا