احتفل البابا فرنسيس هذا الخميس بالقدّاس الصباحي في كابلة القدّيسة مرتا بدولة حاضرة الفاتيكان، وألقى عظة توقّف فيها عند رواية الإنجيل لوقا (19/ 41 - 44) الذي يحدّثنا عن بكاء الرّبّ يسوع على أورشليم، وقال البابا إنّ يسوع بكى على هذه المدينة لأنّه تذكّر تاريخ شعبه: إنّ الله أحبّ الشّعب بلا قياس لكنّ شعبه بادله هذا الحبّ بالأنانيّة والزّنى وعبادة الأوثان وعدم الثقة.
وتحدّث البابا فرنسيس عن حبّ الله "المجنون" تجاه شعبه، لافتًا إلى أنّ يسوع تذكّر كلمات الأنبياء، شأن هوشع وإرميا وغيرهما، الذين تحدّثوا عن محبّة الله لإسرائيل، ويقول الربّ لأورشليم إنّها لم تعرف الزمن الذي عادها فيه الله.
وأكّد البابا أنّ تاريخ إسرائيل المفعم بعدم الأمانة وعدم الإقرار بمحبّة الله الذي يبحث عن الإنسان ويريده أن يكون سعيدًا، ولّد الألم في قلب يسوع الذي رأى في تلك اللّحظة ما ينتظره فبكى. ومضى البابا إلى القول إنّ هذه المأساة لم تقتصر على تلك الحادثة بل تتكرّر يوميًا.
وذكّر بأنّ الليتورجيّة دعتنا منذ يومين إلى التأمل بثلاث لحظات لزيارة الله: إنّ الله يزورنا ليؤنبنا وليدخل في حوار معنا، وليدعونا للدّخول إلى بيته. وأشار فرنسيس إلى أن الله يطلب منّا أن نبدّل حياتنا، ويقول لنا: إني أطرق الباب، افتح لي! تمامًا كما طلب الرّبّ إلى زكّا العشّار أن ينزل عن الشّجرة ويستضيفه في بيته.
هذا ثـمّ لفت البابا إلى أنّ أي شخص منّا يمكن أن يقع اليوم في الأخطاء نفسها التي ارتكبها شعب إسرائيل، لكن الرّبّ يزورنا كلّ يوم ويطرق بابنا كلّ يوم. وينبغي أن نتعلّم كيف نتعرّف على زمن الزيارة هذا.
وسأل فرنسيس المؤمنين إذا ما كانوا يقومون بفحص ضمير يوميًّا، مؤكدًا أنّ الرّبّ لم يبكِ فقط على أورشليم بل بكى علينا جميعًا. وطلب البابا من الرّبّ في ختام عظته أن يهب الكلّ نعمة التعرّف على الزمن الذي يزرونا فيه الله كي نفتح بابنا ليسوع ليمتلئ قلبنا بالمحبّة ويخدم الرّبّ بالمحبّة!
إذاعة الفاتيكان.