وحده الرّبّ وكلمته يبقيان لنا نورًا يقودنا

متفرقات

وحده الرّبّ وكلمته يبقيان لنا نورًا يقودنا


وحده الرّبّ وكلمته يبقيان لنا كنور يقودنا


تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التّبشير الملائكيّ مع وفود الحجّاج والمؤمنين المُحتشدين في ساحة القدّيس بطرس ووجّه نداءً قال فيه:


أرغب بالتّعبير عن ألمي العميق بسبب الاعتداءات الإرهابيّة التي أدمَتْ فرنسا مساء الجمعة مسبّبة العديد من الضحايا. أتقدّم بتعازيّ الأخويّة من رئيس الجمهوريّة الفرنسيّة ومن الشّعب بأسره وأعبّر عن قربي بشكلٍ خاصّ من عائلات القتلى والجرحى.


 إنّ هذه الوحشيّة تخيفنا وتجعلنا نتساءل كيف يمكن لقلب الإنسان أن يخطّط ويحقّق أحداثًا بهذه الفظاعة، لم تهزّ فرنسا وحسب وإنّما العالم بأسره. إزاء هذه الأعمال لا يُمكننا ألا ندين الإساءة التي لا توصف ضدّ كرامة الشّخص البشريّ. أرغب التأكيد مُجدّدًا وبقوّة على أن درب العنف والكراهية لا تحلّ مشاكل البشريّة، وأنّ استعمال اسم الله لتبرير هذه الدّرب هو تجديف! أدعوكم لتتحدوا معي بالصّلاة: نكِلُ إلى رحمة الله الضحايا العُزّل لهذه المأساة. لتبعثِ العذراء مريم، أمُّ الرّحمة، في قلوب الجميع أفكار حكمة ونوايا سلام. نسألها أن تحمي الأمّة الفرنسيّة العزيزة، الابنة الأولى للكنيسة، وتسهر عليها وعلى أوروبا والعالم بأسره.



هذا وكان البابا فرنسيس قد ألقى كلمة قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكّي قال فيها:


يقدّم لنا إنجيل هذا الأحد ما قبل الأخير من السّنة الليتورجيّة خطاب يسوع حول الأحداث الأخيرة في تاريخ البشريّة الموجّه نحو تمام ملء ملكوت الله. إنّه خطاب ألقاه يسوع في أورشليم قبل فصحه الأخير، وهو يحتوي على بعض العناصر المخيفة كالحروب والجوع والكوارث الكونيّة: "تُظلِمُ الشَّمسُ والقَمَرُ لا يُرسِلُ ضَوءَه، وتَتَساقَطُ النُّجومُ مِنَ السَّماء، وتَتَزَعزَعُ القُوَّاتُ في السَّموات". لكن هذه العناصر ليست جوهر الرّسالة، لأنّ نواة هذا الخطاب هو يسوع نفسه، سرّ شخصه وموته وقيامته وعودته في نهاية الأزمنة.



تابع الأب الأقدس مؤكّدًا أنّ هدفنا النهائيّ هو لقاء الربّ القائم من الموت، فنحن نسير لنلتقي بشخص يسوع، وبالتالي فالمشكلة ليست "متى" ستحدث العلامات التي تُنذرنا باقتراب نهاية الأزمنة وإنّما أن نكون مستعدّين لهذه النهاية. فنحن مدعوّون لعيش الحاضر وبناء مستقبلنا بسلام وثقة بالله. وأشار الحبر الأعظم في هذا السياق إلى أنّ مثل التينة التي تنبُت أوراقها علامةً لاقتراب الصيف تقول لنا إنّ مشهد النهاية لا يحيدنا عن عيش الحاضر بل يجعلنا نعيشه برجاء، ورجاؤنا هو وجه الربّ القائم من الموت والذي يأتي "في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال"؛ وأضاف الحبر الأعظم مؤكّدًا أن الربّ ليس نقطة وصول حجّنا الأرضي وحسب ولكنّه حضور مستمرّ ودائم في حياتنا ولذلك وعندما يتحدّث عن المستقبل فهو يقودنا دائمًا إلى الحاضر.



وختم الأب الأقدس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكيّ بالقول حتّى في أيّامنا هذه نجد الكوارث الطبيعيّة والأخلاقيّة. لكن كلّ شيء يزول – كما يذكّرنا الربّ – ووحده هو وكلمته يبقيان لنا نورًا يقودنا ويعزّز خطواتنا. هو يغفر لنا على الدّوام ويبقى بقربنا، يكفي أن ننظر إليه وهو سيغيّر قلوبنا. لتساعدنا العذراء مريم لكي نثق بيسوع، أساس حياتنا الثابت، ونثابر بفرح في محبّته.


وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكيّ حيّى الأب الأقدس المؤمنين وقال لقد تمّ أمس في تريش بونتاس في ولاية ميناجيرايس في البرازيل إعلان تطويب الأب فرنسيسكو دي باولا فيكتور كاهن برازيلي من أصل أفريقيّ. كاهن رعيّة سخيّ وغيور في التّعليم المسيحيّ وفي توزيع الأسرار، تميّز بشكل خاصّ بتواضعه. لتكن شهادته الرائعة مثالاً للعديد من الكهنة المدعوّين ليكونوا خدامًا متواضعين لشعب الله.


إذاعة الفاتيكان.