هل يساعد صومي الآخرين؟

متفرقات

هل يساعد صومي الآخرين؟

 

 

هل يساعد صومي الآخرين؟

 

"علينا أن نصوم بصدق ولا لكي يرانا الآخرون وبدون أن نزدري الآخرين" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح يوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وحذّر المؤمنين من الصيام المرائي وحثّهم على مساءلة أنفسهم حول كيفيّة تصرُّفهم مع الآخرين.

 

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من سفر أشعيا (58/ 1 -9) والتي نقرأ فيها عن الصوم الذي يريده الرّبّ، أي "حَلُّ قُيودِ النِّفاق وفَكُّ رُبُطِ النِّير وإِطلاقُ المَضغوطينَ أَحرارًا، وَكَسرِ كُلِّ نير... وأَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطرودينَ بَيتَكَ وإذا رَأَيتَ العُريانَ أن تَكسُوَه وأَن لا تَتَوارى عن لَحمِكَ".

 

الصوم هو أحد واجبات زمن الصوم، فإن لم يكن بإمكانك أن تصوم صومًا كاملاً ذلك الذي يجعلك تشعر بالجوع، صم صومًا متواضعًا وإنما حقيقيّ. يخبرنا النبي أشعيا عن الريّاء في عيش وممارسة هذه الفضيلة: "إنَّكم في يَومِ صَومِكم تَجِدونَ مَرامَكم وتُسَخِّرونَ جَميعَ عَمَلَتكم". ويقول أيضًا "لا تَصوموا كاليَوم لِتُسمِعوا أَصواتَكم في العَلاء" أي صوموا بصدق وبدون أن ترتفع أصواتكم ليراكم الجميع ويقولون عنكم: "يا له من رجل بار..." هذا مجرّد إدّعاء زائف، وهو التظاهر بالفضيلة.

 

 عندما نصوم علينا أن نتزيّن بالابتسامة لكي لا يظهر صومنا ولا إماتتنا لأحد. صُم لتساعد الآخرين ولكن لا يجب للابتسامة أن تفارق وجهك. إن الصوم يقوم أيضًا على الإتضاع وذلك من خلال التأمُّل والتفكير في خطايانا وطلب المغفرة من الرّبّ عليها.

 

يتوجّه فكري إلى العديد من عاملات البيوت اللواتي يأكلنَ خبزهنَّ بعرق جباههنَّ ويتمُّ احتقارهنَّ وازدراءهنَّ... لا يمكنني أن أنسى أبدًا تلك المرَّة التي رأيت فيها أم صديقي تصفع عاملتها... قد يقول لي أحدكم: "لا يا أبتي أنا لا أصفعها أبدًا!" ولكن كيف تعاملها؟ كإنسان أو كعبد؟ هل تدفع لها ما تستحقّه؟ هل تعطيها فترة العطلة التي من حقِّها؟ فكّروا في هذا الأمر فقط. هناك العديد من الأشخاص الذين يعملون في بيوتنا ومؤسساتنا، كيف أتصرَّف معهم؟

 

أضاف الأب الأقدس متحدثًا عن خبرة شخصيّة أخرى، مع رجل كان يستغل العاملين لديه ويعاملهم على أنّهم أدنى مستوى وذكّر في هذا السياق أن الصوم الذي يريده الرب هو أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطرودينَ بَيتَكَ وإذا رَأَيتَ العُريانَ أن تَكسُوَه وأَن لا تَتَوارى عن لَحمِكَ.

 

وختم البابا فرنسيس عظته حاثًا على ممارسة الإماتات لكي نشعر قليلاً بالجوع ولكي نصلّي أكثر خلال زمن الصوم ونُسائل أنفسنا حول طريقة معاملتنا للآخرين، وقال هل يساعد صومي الآخرين؟ إن لم يساعدهم فهو مزيَّف وغير صادق ويحملك على درب الازدواجيّة. فإن كنتُ أتظاهر بأنني مسيحي بار – على مثال الفريسيين والصدوقيين – عليَّ أن أطلب من الله نعمة الصدق في ما أقوله وأفعله فلا أتظاهر بما لست عليه وبالتالي لا أقوم بما لا يمكنني القيام به. ليعطنا الرب هذه النعمة!   

 

        

 

إذاعة الفاتيكان.