"في قلب الكنيسة يوجد مرض وهو زرع الفتنة والإنشقاق. أمّا نحن المسيحيّين فنحن مدعوّون إلى تحقيق السّلام والمصالحة كما فعل يسوع" هذا ما قاله اليوم البابا فرنسيس في أثناء عظته الصباحيّة من دار القدّيسة مرتا.
هل أزرع السّلام أم الفتنة؟
في رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولوسي (1 / 15-20)، يفسّر لنا القدّيس بولس بطاقة هويّة يسوع الذي هو بكر الآب وهو مبعوث الله لتحقيق "السّلام والمصالحة" بعدما وقعت الإنسانيّة في الخطيئة. "السّلام هو عمل يسوع، هو من أطاع حتى الموت على الصّليب. وعندما نتحدّث عن السّلام والمصالحة، القليل من السّلام، والقليل من المصالحة، فعلينا أن نفكّر في عمل السّلام والمصالحة الكبير الذي قام به يسوع. من دونه لا يمكن للسّلام أن يتحقـّـق. من دونه لا يُمكن أن تتحقـّـق المُصالحة. وهذا هو واجبنا أن نكون "رجال ونساء سلام، رجال ونساء مصالحة في وسط الحروب والكراهية وحتّى في عائلاتنا".
وسيكون من المُفيد لو نسأل أنفسنا: "هل أزرع السّلام؟ مثلاً، هل أزرع السّلام أم الفتنة من خلال لساني؟ كم من المرّات نسمع يُقال عن شخص ما: "لديه لسان ثعبان" لأنّه دائمًا يتصرّف مثلما فعلت الحيّة مع آدم وحوّاء ودمّرت السّلام. إنّه أمرٌ سيّئ ومرضٌ متفشّ ٍ في كنيستنا: زرع الإنقسام والكراهية... ولكن سأطرح عليكم سؤالاً سيكون من الجيّد أن تطرحوه على أنفسكم كلّ يوم: "هل أنا اليوم أزرع السّلام أم الفتنة؟"
من يحمل السّلام هو قدّيس ومن "يثرثر" فهو أشبه بالإرهابيّ.
"المسيحيّون هم مدعوّون لأن يكونوا مثل يسوع الذي أتى "ليحقّق السّلام بدمه على الصّليب". فإن كان يوجد شخص لا يقوم بشيء في حياته سوى المُصالحة والسّلام فلا يسعنا القول عنه غير أنّه قدّيس. علينا أن ننمّي ذلك في أنفسنا وأن نهتدي: بكلمة واحدة يمكننا أن نُنشئ الإنقسام، بكلمة واحدة نجلب الحرب، حربًا صغيرة والقيل والقال. وما هي الشائعات؟ إنّها قول كلمة واحدة ضدّ الآخر واختلاق قصّة عنه: "لقد فعل هذا وذاك..." النميمة هي عمل إرهابيّ لأنّ من يُثرثر هو أشبه بالإرهابيّ الذي يُلقي القنبلة ويدمّر: اللّسان يُدمّر ولا يصنع السّلام. ولكنّه ذكيّ، أليس كذلك؟ إنه ليس إنتحاريًّا لا بل يعرف كيف يحرس نفسه".
عضّ اللّسان
"في كلّ مرّة أشعر بأنّني أريد أن أقول شيئًا يثير الإنقسام والفتنة وأن أتحدّث بالسّوء عن الغير... فلأعضّ لساني!.. في كلّ مرّة تقومون بهذا التمرين، ستجدون أنّ لسانكم سيتورّم أو ينجرح لأنّ هذا هو عمل الشّيطان: الإنقسام".
ثم ختم البابا عظته بهذه الصّلاة: "أيّها الرّبّ الإله أنت من بذلت حياتك من أجلنا، أعطنا نعمة السّلام والمصالحة. أنت من أهرقت دمك من أجلنا، فلن أهتمّ إن تورّم قليلاً لساني قبل أن أتحدّث بالسّوء عن الآخرين".
موقع زينيت.