نور الإيمان

متفرقات

نور الإيمان

 

 

 

نور الإيمان

 

"ينبغي علينا أن نحرس نور الإيمان ونحمله قدمًا وألا نسمح بأن يتمّ حجبه" هذه هي الدعوة التي وجهها قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وحذّر من سلسلة تصرّفات قد تُطفئ هذا النور الذي نلناه من الله: كالحسد والخلافات وإضمار الشرّ ضدّ القريب.

 

"علينا أن نسمح لنور الإيمان بأن يظهرَ ويَسطَع أمام البشر!" استهلّ الأب الأقدس عظته انطلاقًا من إنجيل لو (8/ 16 -18) و من سفر الأمثال(3/  27 - 35)، ليتوقّف في تأمله الصباحي عند نور الإيمان والأمور التي تهدِّد بإطفائه. أن نحرس النور، يعني أن نحرس عطيّة أُعطيت لنا، وإن كنا منيرين فذلك لأننا نلنا عطيّة النور هذه في المعموديّة. وذكّر البابا أن في القرون الأولى كما وفي بعض الكنائس الشرقية لا تزال المعمودية تُدعى "الاستنارة".

 

 لا ينبغي أن يُحجب هذا النور! في الواقع إذا حجَبتَ هذا النور تصبح فاترًا أو بكل بساطة مسيحيًّا بدون اسم. إن نور الإيمان هو نور حقيقي يعطينا إياه يسوع في المعموديّة وبالتالي فهو ليس نورًا اصطناعيًّا. إنه نور وديع ومُطمئن لا ينطفئ أبدًا.

 

بعدها توقف البابا فرنسيس عند سلسلة تصرفات تحجب هذا النور وذكّر بالنصائح التي يقدّمها لنا الرب لكي لا يُظلم هذا النور وحث أولاً لكي لا نجعل المعوزين ينتظرون، وقال لا تؤجّل أبدًا عمل الخير... فعمل الخير لا يمكن وضعه في الثلاجة حتى يوم آخر: الخير هو اليوم، وإن لم تقم به اليوم فغدًا لن يكون هنا بانتظارك. لا تؤجل عمل الخير إلى الغد لأنه عندها سيحجب النور وسيُصبح ظُلمًا...

 

 نصيحة أخرى لكي لا تحجب النور لا تضمر الشرّ لقريبك فيما يمكث قريبًا منك ويمنحك ثقته. كم من مرّة نجد أشخاصًا قد وضعوا ثقتهم في أشخاص تبيّن لاحقًا أنّهم كانوا يضمرون لهم الشرّ ويعملون على تدميرهم... إنها نزعة المافيا الموجودة في كل واحد منا، لأن كل من يستغل ثقة شخص ما ليدمّره بعدها هو مخادع ومنحرف! وهكذا يُحجب النور!

 

بعدها حذّر الأب الأقدس من تجربة الخلافات والمُشاجرة مع الآخرين لاسيما مع من لم يقمّ بأي سوء وقال غالبًا ما نبحث عن أمور لكي نتشاجر بسببها. لكنّ المشاجرة والخلافات متعبة في النهاية ولا يمكننا أن نعيش دائمًا في حالة خلاف، وبالتالي من الأفضل أن نترك الأمور ونسامح... نصيحة أخرى يعطيها هذا الآب للأبناء لكي لا يحجبوا النور: "لا تَغَر مِن رَجُلِ الظُّلم، وَلا تُؤثِر مِن طُرُقِهِ شَيئًا. لأنَّ ٱلمُلتَوِيَ رَجِسٌ عِندَ الرَّبّ، وَإِلى المُستَقيمينَ نَجواه. لَعنَةُ الرَّبِّ في بَيتِ المُنافِق، أَمّا مَنزِلُ الصِّدّيقينَ فَهُوَ يُبارِكُهُ".

 

وكم من مرّة نحن نحسد ونغار من الأشخاص الذين يملكون أشياء أو يحققون نجاحًا أو لأنهم مقتدرين... ولكن لنتوقف قليلاً عند تاريخ جميع المقتدرين والمتسلّطين... إنه أمر بسيط جميعنا سنلقى النهاية عينها... وبالتالي فالحسد والغيرة يحجبان أيضًا هذا النور. من هنا، تأتي نصيحة يسوع: كونوا أبناء النور لا أبناء الظُلمة، احرسوا النور الذي أُعطي لكم يوم عمادكم. لا تضعوه تحت السرير بل احرسوه. ولكي تحرسوا هذا النور عليكم أن تطبّقوا هذه النصائح يوميًّا.

 

 ليساعدنا الروح القدس الذي نلناه في المعموديّة لكي لا نسقط في هذه العادات السيئة التي تحجب النور وليساعدنا لنحمل قدمًا هذا النور الذي نلناه مجانًا، نور الله الذي يساعدنا جدًّا: نور الصداقة والوداعة والإيمان والرجاء، نور الصبر والصلاح!    

 

 

 

   إذاعة الفاتيكان.