استمع آباء السينودس إلى العديد من المداخلات حول القسم الثالث من أداة العمل. وبدأ السيد باولو روفيني، مدير دائرة الاتصالات في الفاتيكان، إحاطته الصحفية قائلاً بأن آباء السينودس قرروا توجيه رسالة إلى الشباب، وقد تم إعداد لجنة لصياغتها.
وذكر أنه من بين الأمور التي تم مناقشتها: أهمية مساعدة الشباب على قراءة الكتاب القدس حتى يتمكنوا من إعادة إكتشافه. وتم التأكيد على أهمية الإيمان في العمل والمجتمع، والحاجة إلى إعادة اكتشاف معنى ’الصوم‘ في الغرب. وتم التشديد على أهمية تحوّل ثقافة الكنيسة فيما يتعلق الأمر بدور المرأة، بحيث تحصل على منزلة متساوية في المجتمع والكنيسة. وتم تقديم اقتراح بضرورة عقد سينودس في المستقبل حول المرأة. كما ذكر روفيني بمقترح لإنشاء دائرة حبرية حول الشباب.
الهجرة: أين هو الضمير المسيحي لأوروبا؟
قال الكاردينال الأثيوبي برهانيسيوس سورافيل بأن الهجرة داخل أفريقيا تؤثر على حياة معظم الشباب، لافتًا إلى عدم التطرق السينودس لمسألة تجارة الأسلحة، والتي تسبب في هجرة الكثيرين بسبب الحروب، وأنه غالبًا ما يتم استغلال الأطفال في تجارة الأسلحة. وأشار إلى أﻧﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ للكثير من اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، فإن الموضوع الأبرز بالنسبة لديهم هو كيفية البقاء ﻋﻠﻰ قيد الحياة، ﻗﺒﻞ أن يكون الاهتمام منصبًا حول قضايا التكنولوجيا أو أمورًا ثانية تم التطرق إليها في السينودس. وذكر قضية استغلال المعادن، وخاصة الكولتان في الكونغو، وكيف أنه تم تشريد بلدات وعائلات بأكملها، وبأن الشباب هم ضحايا لذلك أيضًا.
وأعرب الكاردينال عن أسفه لكيفية معاملة الأفارقة في أوروبا. وقال إنه عندما غادر الأوروبيون إفريقيا كان الأمر أسهل بكثير بالنسبة لهم. لا يتم التعامل مع الأفارقة بنفس الطريقة التي كانوا يعاملون بها. وتساءل: أين جذور أوروبا المسيحية؟ مشددًا على أن استقبال الغريب هو قيمة مسيحية، والتزام مسيحي. وفي معرض حديثه عن السياسات الحكومية التي تبقي المهاجرين خارجًا، قال بأن هذه القضية تتجذّر في الضمير المسيحي.
الشركة
من جهته، قال رئيس الأساقفة الإيطالي ماتيو ماريا زوبي: "كان السينودس تجربة رائعة في الشركة، فقد كان هناك قدر كبير من الإصغاء. وهذا يساعدنا في بناء نهج وحدوي، ويساعد الجميع على تركيز أفكارهم". وأضاف: إن الشركة مهمة إذا أرادت الكنيسة أن تمضي قدمًا، مشيرًا إلى أن البابا فرنسيس كان أول من تحدث عن الشركة. فإن كنت ترغب بالابتعاد عن الإكليروسية والطائفية، فعليك أن تسعى لطريق الشركة. وشدد على أن الكنيسة تتحدث إلى الجميع، ومع الجميع، كون الكنيسة ترغب في أن تصل إلى الجميع، وهذه هي هوية الكنيسة الحقيقية.
كنيسة نبويّة
أما أليساندرا سميريلي، محاضرة الاقتصاد في كلية العلوم التربوية الحبرية، فلفتت إلى حقيقة الإصغاء من قبل آباء السينودس، وأن الأمر ليس سطحيًا، كما يمكن للمرء أن يتلّمس في المداخلات حبًا حقيقيًا تجاه الشباب، معربة عن أمنيتها بكنيسة نبويّة. وأضافت: يشترك الاقتصاد والبيئة في الجذور نفسها، فلا يمكننا سماع صراخ الشباب والفقراء من دون أن نسمع صراخ الأرض، مشددة على إن لم نعتني بالبيئة فعندها سنوّلد فقرًا جديدًا، وبأن الشباب سيكونون ضحايا لهذا الفقر. وقالت: لو وضعت الكنيسة جميع جهودها لتطبيق رسالة البابا فرنسيس ’كن مسبحًا يا رب‘ (حول العناية بالبيت المشترك – البيئة)، فعندها ستُحدث فرقًا حقيقيًا، سيما وأن هذه الرسالة تعالج العديد من القضايا المرتبطة بالفقر والمعاناة الإنسانية.
موقع أبونا.