من أمومة مريم تنبثق أمومة الكنيسة

متفرقات

من أمومة مريم تنبثق أمومة الكنيسة




من أمومة مريم تنبثق أمومة الكنيسة



"الكنيسة أمّ وليست منظمّة "ذات قوانين قاسيّة" تصبح في النّهاية يتيمة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مُترئسًا القدّاس الإلهيّ صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القدّيسة مرتا بالفاتيكان وشدّد على أنّه ينبغي على الكنيسة، على مثال العذراء، أن تتحلّى بتلك الأمومة التي يمكن التّعبير عنها من خلال مواقف التواضع والطيبة والمغفرة والحنان.


استهلّ الأب الأقدس عظته انطلاقـًا من الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجيّة اليوم من الإنجيليّ يوحنّا والذي نقرأ فيه كلمات يسوع التي وجّهها من على الصّليب لأمِّه مريم وللتّلميذ الذي كان يحبّه: "أَيَّتها المَرأَة، هذا ابنُكِ"، و"يا بُنيّ هذه أمّك"(يو 19/ 25-27) وأكّد بأنّه لا يمكننا أن نفكّر أبدًا بمريم بدون أن نفكر بها كأمّ، وفي الوقت عينه وفي صورة الإبن الجديد تمتدُّ أمومتها إلى الكنيسة بأسرها وإلى البشريّة بأسرها.


 في هذا الزمن الذي نجد فيه في العالم معنى كبيرًا للتيتُّم، وبالتّالي هو عالم يتيم، نجد كلمة مهمّة جدًا وهي كلمة يسوع الذي يقول لنا: "لا أتركُكم يتامى، بل أعطيكم أمًّا"، وهذا هو أيضًا فخرنا: لدينا أمٌّ، أمٌّ تُقيم معنا وتحمينا، ترافقنا وتساعدنا حتّى في الأوقات الصّعبة والمُظلمة.


من أقوال الرّهبان في روسيا: "في أوقات الاضطراب الرّوحيّ ينبغي علينا أن نلتجئ تحت رداء أمّ الله القدّيسة، وهكذا يمكن لهذه الأمّ أن تقبلنا وتحمينا وتعتني بنا". وبالتّالي يُمكننا القول إنّ أمومة مريم هذه مُعدية، لأنّه من أمومة مريم تنبثق أمومة ثانية وهي أمومة الكنيسة.


 الكنيسة أمّ، إنّها أمّنا الكنيسة المقدّسة التي تلدنا في المعموديّة وتنمّينا في جماعتها وهي تتحلى بمواقف الأمومة والتواضع والطيبة: فمريم الأمّ والكنيسة الأمّ تعرفان كيف تدللان أبناءهما وتمنحاهما الحنان. وإن فكّرنا بالكنيسة بدون هذه الأمومة ستكون عندها مجرّد منظّمة ذات قوانين قاسية، منظّمة بدون أي دفء إنسانيّ، بمعنى آخر يتيمة.


لكنَّ الكنيسة هي أمّ وتقبلنا جميعًا كأُمّ: مريم هي أمّ والكنيسة هي أمّ، وهذه الأمومة تظهر في مواقف التواضع والإستقبال والتفهُّم والطيبة والمغفرة والحنان. وحيث هناك أمومة، نجد الحياة والفرح والسّلام وننمو بسلام. لكن عندما تغيب هذه الأمومة تبقى القساوة فقط والتطبيق الحرفيّ للقوانين الذي لا يعرف الإبتسام. وختم البابا فرنسيس عظته بالقول ليجعلنا الرّبّ نسمع اليوم أيضًا كلماته عندما يقدّم نفسه للآب من أجلنا: "يا بُنيّ هذه أمّك!".     


إذاعة الفاتيكان.