على هامش قبول قداسة البابا فرنسيس الاستقالة التي قدّمها الأب اليسوعي فديركو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، وتعينه لغريغ بورك مديرًا لدار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي بدءًا من الأول من آب أغسطس 2016، أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع الأب فديريكو لومباردي تحدث فيها عن سنوات خدمته العشرة في دار الصحافة الفاتيكانيّة.
قال الأب فديريكو لومباردي بصدق:
لم يكن الأمر مفاجئًا بالنسبة لي، إذ كان من الواضح أن مهمتي هذه ستنتهي يومًا ما، فما من أحدٍ منا يدوم إلى الأبد... كنت قد أعربت للأب الأقدس مرات عديدة خلال هذه السنوات الثلاثة عن جهوزيّتي واستعدادي للقيام بكل خدمة يمكنني القيام بها وإنما أيضًا لقبول كل قرار يتمّ اتخاذه فيما يتعلّق بهذه المهمّة.
وفي جوابه على سؤال حول قول السيد غريغ بورك في مقابلة له إنه يدرك جيّدًا أن دار الصحافة الفاتيكانيّة لا تمثل عملاً سهلاً على الإطلاق قال الأب فديريكو لومباردي:
بالطبع إنها خدمة مُلزمة وتتعلّق بشخص الأب الأقدس وبحياة الكنيسة وبالتالي يمكننا أن نفهم معنى هذا القول. فجميعنا نعرف بأن لدينا محدودياتنا وإن دعينا للقيام بمهّمة ما فنحن نثق أن الرب سيساعدنا لنتمّمه وبأن الذي أعطانا هذه المهمّة قد فكّر جيّدًا قبل أن يعطينا إيّاها. لذلك ينبغي علينا أن نتحلّى بالثقة والرجاء. بالتأكيد هناك العديد من الأمور التي يمكن تعلّمها... فأنا، لعشر سنوات خلت، لم أكن أعرف كل الأمور المتعلّقة بهذه الخدمة وبالتالي كان لدي أيضًا بعض المخاوف والصعوبات لأجد المراجع الصحيحة والمعلومات الضروريّة. من ثمّ يسير المرء قدمًا ويتعلّم ويصبح أكثر ثقة وهدوء في إتمام مهمّته، وبالتالي فهي مسيرة طبيعيّة كأي مسيرة في مُطلق أي مهمّة أو عمل: إذ ما من أحد يتوقّع أن يبدأ مهمّته حاملاً جميع الخبرات والقدرات والمعرفة الضروريّة. أعتقد أنها ستكون خبرة جميلة لغريغ بورك وبالوما غارسيا أوفيخيرو وسيلقون كل المساعدة التي سيحتاجانها، إذ أنني قد لمست على الدوام استعداد الجميع داخل الفاتيكان والكوريا الرومانية على تقديم المساعدة والاستشارات أو المعلومات الضروريّة؛ كذلك أيضًا في البيئة الصحافيّة سيجد زميلانا التقدير والثقة، وبالتالي أعتقد أنه ما من داعي ليخافا من أي شيء.
أما في جوابه على سؤال حول اللحظات الصعبة والقاسية التي عاشها خلال هذه السنوات العشرة كناطق رسمي باسم الفاتيكان قال الأب فديريكو لومباردي:
يمكن للجميع أن يتذكّروا – لاسيما بالنظر إلى تتالي الأحداث – ما هي اللحظات الأصعب والتي عشناها بنوع من التوتّر... ما أعنيه، بشكل عام، هي الخبرة الأليمة التي عشتها من خلال متابعتي ومشاركتي في جميع تطورات النقاش حول مسائل التعديات الجنسيّة، علمًا أن هذا الأمر قد شكّل مسيرة تطهير للكنيسة، تحدّث عنها البابا بندكتس السادس عشر وينبغي علينا جميعًا أن نقوم بها؛ لقد حاولت أن أقدّم مساهمتي بالتعاون مع آخرين لكي يتم القيام بخطوات إلى الأمام في الوضوح والشفافيّة والحقيقة في مواجهة هذه المواضيع لكي لا تحدث هذه الأمور مجدّدًا أو ليتمّ مواجهتها بشكل فعال ومنذ البداية. من ثمّ عشنا أوقاتا صعبة أخرى كمرحلة تسريب بعض الوثائق السريّة أو بعض التوترات الداخلية والتي شكّلت أيضًا مرحلة أليمة بالنسبة لنا جميعًا ليس على الصعيد المهنيّ – لأن ما يُطلب منا هو قول الحقيقة والأمور التي ينبغي قولها وهذا ليس بالأمر الصعب – ولكن المسألة هي أننا نعيش أيضًا نوعًا من المشاركة بالألم، عالمين أنه وفي بُعد التواصل أيضًا، هناك مسيرة من أجل التحسين للإجابة على الأسئلة والسير نحو الحقيقة ونحو رؤية ملائمة وأشمل للمشاكل؛ من خلال مساعدة الزملاء والعالم الذي يحيط بنا ليتحلوا بهذا التفهّم للبشريّة مع محدودياتها وإنما أيضًا لرسالة الكنيسة الإيجابيّة بالرغم من الضعف البشري الذي يتميّز به أعضاءها.
وختامًا أجاب الأب لومباردي على سؤال حول إن كانت حياته ستصبح الآن أكثر هدوء وراحة وقال أعتقد أن ما يتغيّر هو نوع الخدمة التي يقوم بها المرء لاسيما لأنني لا أفكر بالتقاعد أبدًا! فهذه كلمة غير موجودة بالنسبة للراهب الذي يسعى على الدوام كي يكون مستعدًّا لخدمة الله والكنيسة في كل يوم من حياته، وبالتالي سيكون هناك مهمّة أخرى وواجبات أخرى وسأسعى للإجابة عليها بكل ما أعطي لي وبكل قلبي!
إذاعة الفاتيكان.