بمناسبة الاحتفال بعيد الـ "ديوالي" الهندوسيّ الذي يمثّل انتصار النّور على الظلمة والخير على الشرّ، والذي يحتفل به هذا العام في الثلاثين من تشرين الأوّل أكتوبر الجاري، وجّه المجلس البابويّ للحوار بين الأديان رسالة تحت عنوان "مسيحيّون وهندوس: لنعزز الرّجاء بين العائلات".
نقرأ في الرّسالة: إنّ المجتمع السّليم يعتمد على الرّوابط العائليّة، ومع ذلك نرى اليوم أنّ مفهوم العائلة يُضعفه جوّ من النسبيّة في معناه وقيمته الأساسيّة. ولكن هناك علامات قويّة لرجاء متجدِّد بفضل شهادة الذين يؤمنون في استمرار أهميّة الزواج والحياة العائليّة من أجل خير كلّ إنسان والمجتمع بكامله. بهذا الاحترام الأكيد للعائلة وبالإدراك للتحديات العالميّة التي تواجهها يوميًّا، نريد أن نقدِّم تأمُّلاً حول كيف يمكننا معًا، مسيحيّون وهندوس، أن نعزِّز الرّجاء في العائلات ونؤنسن مجتمعنا أكثر فأكثر.
نعرف أنّ العائلة هي "مدرسة البشريّة الأولى"؛ ففي العائلة، وإذ يتبعون المثال النبيل للوالدين وللمسنّين، يتربّى الأبناء على القيم التي ستساعدهم كي ينموا ككائنات بشريّة صالحة ومسؤولة. لذلك، من الأهميّة بمكان أن يغرس الوالدون في نفوس الأبناء وأذهانهم معنى الرّجاء ويوجّهونهم نحو مستقبل أفضل وللسعي إلى الخير حتى إزاء الصعوبات.
وتؤكِّد الرّسالة أنّ التنشئة والتربية على الرّجاء هما مهمّة أساسيّة للعائلات لأنّها تعكس الطبيعة الإلهيّة للرّحمة التي تقبل المحبطين وتقدّم لهم هدفـًا ومعنى. كما وأنّ التربية على الرّجاء تُشجّع الشباب أيضًا كي يضعوا أنفسهم في خدمة الآخرين المعوزين فيصبحوا نورًا للذين في الظلمة.
وبالتالي ينبغي على العائلات أن تكون "مختبر رجاء" حيث يتعلّم الأبناء من مثال والديهم وأقربائِهم ويختبرون قوّة الرّجاء في توثيق العلاقات البشريّة من خلال خدمة المنسيّين في المجتمع ومتخطين جميع أشكال الظلم التي نعيشها اليوم.
وختم المجلس البابويّ للحوار بين الأديان رسالته بمناسبة الاحتفال بعيد الـ "ديوالي" الهندوسيّ بالقول لنتّحد، كمسيحيّين وهندوس، مع جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصّالحة في عضد الزواج وحياة العائلة ولنرشد العائلات لتصبح مدارس رجاء؛ ولنحمل نور الرّجاء إلى كلّ زاوية من عالمنا ونقدّم التعزية والقوّة لجميع المعوزين.
إذاعة الفاتيكان.