في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الاثنين 12/11/2018، افتتح صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشاره بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، في بكركي الدورة السنوية العادية الثانية والخمسين للمجلس بالصلاة بحسب الطقس الماروني، بمشاركة أصحاب الغبطة البطاركة يوسف العبسي، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، ومار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، البطريرك الأنطاكي للسريان الكاثوليك، وكريكور بيدروس العشرون، بطريرك كاثوليكوس الأرمن الكاثوليك على كرسي كيليكيا، وأصحاب السيادة مطارنة الكنائس الكاثوليكية، وقدس الرؤساء العامين والرؤساء الأعلين، ومكتب الرئيسات العامات للرهبانيات النسائية وأمانة المجلس العامة. شارك في جلسة الافتتاح سعادة السفير البابوي، المطران Joseph Spiteri يرافقه القائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور إيفان سانتوس.
بعد الصلاة الافتتاحية، ألقى رئيس المجلس كلمة رحّب فيها بالأعضاء الجدد الذين انضمّوا الى المجلس واستمطر رحمات الله على من انتقل الى بيت الآب من بين أعضائه. ثم تحدّث عن موضوع الدورة وهو بعنوان: "شرعة التعليم المسيحي للكنائس الكاثوليكية في لبنان"، متطرّقًا الى أهمية التعليم المسيحي في رسالة الكنيسة المدعوة أولاً الى إعلان البشارة التي سلّمها ايّاها الربّ يسوع المسيح، ما يتطلب معرفة أعمق لسرّه العظيم واختبارًا لمحبته. فالتعليم المسيحي هو حاجة ملحة في زمننا بسبب المتغيرات التي أصابت في العمق الانسان في العائلة وفي المجتمع. وهو يشكّل أولوية في رسالة الكنيسة الراعوية تجاه الأطفال والفتيان والشباب والبالغين. كما تناول غبطته الأوضاع في لبنان وآثارها المأساوية التي تضاعف حجم الفقر عند شعبنا وتفاقم الأزمات الاقتصادية، وما تسعى الكنيسة للقيام به أمام هذا الواقع، فيما الدولة غافلة عن إيجاد العلاجات الضرورية لهذه الأزمات. وأنهى كلامه بالإعراب عن أمله في أن تتكلّل أعمال الدورة بالنجاح.
بعد ذلك، ألقى سيادة السفير البابوي كلمة أعرب فيها عن فرحه لوجوده في لبنان ومشاركته للمرة الأولى في أعمال المجلس، وعن تأثّره بما لاقاه وما يزال يلقاه من ترحيب، ونقل الى غبطة رئيس المجلس الرسالة التي أرسلها اليه امين سرّ دولة الفاتيكان الكردينال Pietro Parolin. وتطرّق الى موضوع الدورة وضرورته الملحّة في أيامنا التي تعصف بها الحروب والأزمات والتي تتّسم بها الثقافة المعاصرة. وذكر أن التعليم المسيح يحتاج الى حياة صادقة. كما ألمح الى الأزمة التي تعانيها المدارس الكاثوليكية والجهود المبذولة لوضع حلول لها.
بعد ذلك حرّر المجتمعون رسالة الى قداسة البابا فرنسيس يعلمونه فيها بأعمال دورتهم ويلتمسون بركته الرسولية لمجلسهم وكنائسهم ووطنهم، ويشكرونه على تعيين السفير البابوي الجديد.
في الجلسة الثانية، عرض الأمين العام للمجلس، الخوراسقف وهيب الخواجه، تقرير هيئة المجلس التنفيذية الذي أوجز فيه ما قامت به الهيئة من أعمال خلال السنة المنصرمة. ثم عرض البيان المالي الذي يتضمّن ميزانية العام 2018 وموازنة العام 2019، فأقرتهما الهيئة العامة. ثم انتقل الجميع الى الباحة الخارجية لالتقاط الصورة التذكارية.
بعد الاستراحة، عقدت الجلسة الثالثة التي تحدّث فيها أولاً سيادة المطران سيزار اسيّان رئيس اللجنة الأسقفية للتعليم المسيحي فقدّم لشرعة التعليم المسيحي شاكرًا المجلس على الفرصة التي وفّرها في هذه الدورة لمناقشة موضوع التعليم المسيحي ونصّ الشرعة المقترح عليهم. وأشار الى التحدّيات التي يطرحها واقع التعليم المسيحي لاسيّما لدى الشباب، الأمر الذي يستوجب تفكيرًا جدّيًا من قبل الكنيسة ليس فقط في مسألة البرامج بل أيضًا في الآليات والطرق العملية لإيصال تعليم صحيح يأخذ بالاعتبار المتغيرات الاجتماعية والثقافية.
ثم تحدّث الأب كلود ندره، أمين عام اللجنة الأسقفية للتعليم المسيحي، فذكر الأسباب الموجبة لوضع شرعة حول التعليم المسيحي، تجاوبًا مع توجيهات السلطة التعليمية في الكنيسة، ولمواجهة التحديات التي تواجهها الكنيسة في لبنان، شرعة تكون تعبيرًا عن رؤية الكنيسة المشتركة وخطة عملها المستقبلية، كما عرض للأقسام التي يتضمّنها نصّ الشرعة المقترح، وللمبادئ اللاهوتية التي يقوم عليها، وللأهداف المرجوة منه.
ناقش المجتمعون ما عرض عليهم واختتموا أعمال يوم الدورة الأول بالصلاة.
الخوراسقف وهيب الخواجه
الأمين العام