ما هي مشيئتك؟ ماذا تطلب مني؟

متفرقات

ما هي مشيئتك؟ ماذا تطلب مني؟

 

 

ما هي مشيئتك؟ ماذا تطلب مني؟

 

 

 

 

 

استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر السبت في قاعة كليمينتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان جماعة المعهد الاسباني الحبري في روما بمناسبة مرور مائة وخمسة وعشرين عامًا على تأسيسه وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال

 

لقد ولد هذا المعهد لكي يكون مرجعيّة لتنشئة الكهنة. والتنشئة هي القدرة على الاقتراب من الرب بتواضع لنسأله: ما هي مشيئتك؟ ماذا تطلب مني؟ نعرف الجواب، ولكن من الجيّد أن نتذكّره أيضًا، لذلك أقترح عليكم الكلمات التي أجاب بها يسوع معلّم الشريعة: "أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قلبِكَ وكُلِّ نَفسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ وكُلِّ قُوَّتِكَ" (مرقس 12، 30).

 

أحبب بكل قلبك يعني أن نحبّ بدون تحفظات ومصالح وبدون أن نبحث عن نجاحاتنا الشخصيّة. لأن المحبة الراعويّة تقتضي أن نخرج للقاء الآخر ونفهمه ونقبله ونغفر له من قلبنا. ولكن بما أنّه لا يمكننا أن ننمو وحدنا في هذه المحبّة، دعانا الرب لنكون جماعة لكي تجمع هذه المحبّة جميع الكهنة برابط مميز في الخدمة والأخوّة. إنّه تحدٍّ لكي نتخطى الفردانيّة ونعيش الاختلاف كعطيّة.

 

أحبب بكل نفسك وكُلِّ ذِهِنكَ يعني الاستعداد لبذل الحياة، وينبغي على هذا الموقف أن يثبت مع الوقت ويشمل حياتنا وكياننا؛ كما كان مؤسس هذا المعهد يقول: "أقدّم لك يا رب جسدي ونفسي وذاكرتي وفهمي ومشيئتي وصحتي وحياتي وأضعها جميعها بين يديك". لا يمكن لتنشئة الكاهن أن تكون أكاديميّة فقط بل ينبغي أن تكون تنشئة متكاملة تعانق جميع جوانب الحياة، كما ينبغي عليها أن تساهم في النمو والاقتراب من الرب والإخوة فتعلنوا هكذا الرسالة الإنجيليّة بشكل صادق يفهمه إنسان اليوم.

 

 إن جواب يسوع الثالث أحبب بكل قوّتك يذكّرنا بأنّه حيث يكون كنزنا هناك يكون قلبنا أيضًا وأننا في أمورنا الصغيرة وضماناتنا وعواطفنا نُظهر قدرتنا على أن نقول "نعم" للرب أو أن نبتعد عنه تمامًا كما فعل الشاب الغني. لا يمكننا أن نرضى بحياة منظمّة ومريحة تسمح لنا أن نعيش من غير قلق وبدون الشعور بضرورة تعزيز روح فقر متجذّر في قلب المسيح الغنيّ الذي افتقر محبّة بنا. كما أنّه من الجيّد أن نتعلّم رفع الشكر للرب على ما نملكه وأن نتخلّى بسخاء وبإرادتنا عن الإضافي لكي نكون على الدوام أكثر قربًا من الفقراء والضعفاء.

 

لنكل مخاوفنا ومشاريعنا إلى القديس يوسف شفيع الكنيسة وليرافقكم مع العذراء مريم الكليّة القداسة لكي تنموا في الحكمة والنعمة وتكونوا تلاميذًا أحباء للراعي الصالح. ليبارككم الرب!

 

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.