ما هو الإرث الذي سأتركه إن دعاني الله اليوم لأعود إليه؟

متفرقات

ما هو الإرث الذي سأتركه إن دعاني الله اليوم لأعود إليه؟

 

 

ما هو الإرث الذي سأتركه إن دعاني الله اليوم لأعود إليه؟

 

 

 

 

"إنَّ فكرة الموت تنقذنا من وهم أن نصبح أسياد الزمن" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القدّاس الإلهيّ صباح يوم الخميس في كابلة بيت القدِّيسة مرتا بالفاتيكان وأكَّد أنَّ الموت واقع وإرث لا بل هو ذكرى.

 

قال الأب الأقدس نحن لسنا خالدون، نحن رجال ونساء يسيرون في الزمن، زمن يبدأ وزمن ينتهي. استهلّ البابا فرنسيس عظته انطلاقـًا من سفر الملوك الأوَّل والذي نقرأ فيه عن موت داود، ودعا الجميع للصّلاة وطلب نعمة معنى الوقت لكي لا نبقى سجناء الوقت الحاضر المنغلق على نفسه وقال الموت هو واقع سيطالنا جميعًا، عاجلاً أم آجلاً ولكنّه سيطالنا.

 

ولكن هناك تجربة اللّحظة التي تسيطر على الحياة وتحملك على التوهان في متاهة اللّحظة الأنانيّة التي لا مستقبل لها. والمسيرة كما نعلم تنتهي مع الموت ولذلك حاولت الكنيسة على الدوام أن تجعلنا نفكِّر حول هدفنا هذا: الموت.

 

وبالتالي علينا أن نردِّد على الدوام "أنا لست سيّد الزمن" وهذا الأمر سيساعدنا لأنّه ينقذنا من وهم اللحظة ومن أن نأخذ حياتنا كسلسلة حلقات من اللّحظات التي لا معنى لها. عليَّ أن أسير وأنظر إلى الأمام ولكن ينبغي أن آخذ بعين الاعتبار أيضًا أن الموت هو إرث، إرث شهادة.

 

 علينا أن نسأل أنفسنا ما هو الإرث الذي سأتركه إن دعاني الله اليوم لأعود إليه؟ أي إرث سأترك كشهادة حياة؟ إنّه سؤال جميل يمكننا أن نطرحه على أنفسنا ونستعدَّ هكذا جميعًا لأنّنا على هذه الدّرب سائرون.

 

 الموت هو ذكرى، ذكرى مُسبّقة للتفكير: إن عرفت أنّني سأموت قريبًا، ماذا سيكون القرار الذي سآخذه اليوم حول أسلوب حياتي؟ إنّه ذكرى مُسبّقة تنير اللّحظة التي نعيشها، وبالتالي علينا أن نتعلّم أن ننير بواقع الموت القرارات التي علينا اتّخاذها اليوم.

 

علينا أن نشعر على الدّوام أنّنا في مسيرة نحو الموت وهذا الأمر سيفيدنا جميعًا! 

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.