بعد كلمة البابا في افتتاح أعمال الجلسة الرابعة العامّة للسينودس حول العائلة تتابعت الأعمال مع تقارير الحلقات المُصغّرة المتعلّقة بالقسم الأوّل من ورقة العمل حول "الإصغاء للتحدّيات حول العائلة". أزمات أقلّ ورجاء أكبر هذه هي الملاحظة التي يمكن استخلاصها من نصوص التّقارير التي تشدّد على جمال العائلة وليس فقط على صعوباتها.
جمال العائلة وحيويّتها المؤسّسة على الزواج الذي لا ينحلّ بين الرّجل والمرأة، وكونها مدرسة إنسانيّة وتقاطع إدماج يُعطي القوّة للنسيج الإجتماعيّ (شرح آباء السينودس) إنّها مواضيع لا تسلّط ورقة العمل الضوء عليها بشكلٍ كافٍ إذ أنّها تقوم بتحليل سوسيولوجيّ للتحدّيات المتعلّقة بالعائلة معدّدة المشاكل ومتناسية نظرة الإيمان ونظرة المسيح. وبالتّالي ركّز الآباء في الحلقات المصغّرة على ضرورة أن تظهر الكنيسة كونها كنيسة الـ "نعم" التي تُعطي الثقة والرّجاء للعائلات دون أن تخفي حقيقة الصّعوبات التي تواجهها.
أمّا الملاحظة الثانية فهي تتعلّق براعويّة العائلة، ويكتب الآباء في تقاريرهم إذا كانت العائلة في أزمة فهذا ربما لأنّها تنقصها التربية الصحيحة على الإيمان. إنّ الكنيسة مسؤولة عن وضع العائلة اليوم لأنّها قد حملت تجاهها فكرًا "يتعلّق بالقرون الوسطى" ولا يتناغم مع الواقع، قانونيًّا ولا يملك نظرة شاملة. وبالتالي حثَّ الآباء على ضرورة التذكير بأنّ الكنيسة هي في خدمة العائلة وينبغي عليها أن تعطيها الكثير لأنّ مستقبل الكنيسة يمرّ بالعائلة.
هذا وقد تأمّل الآباء في الحلقات المصغرة حول هيكليّة ورقة العمل وصياغتها مسلّطين الضوء على الجوانب الغربيّة ولاسيّما الأوروبية التي تميّزها، وتمنّوا أن يكون أسلوب الوثيقة الختاميّة أكثر نضارةً ووضوحًا لتكون قراءته سهلة للجميع. هذا وقد ركّزت تقارير الآباء على بعض النقاط الخاصّة من بينها "نظريّة الجندر" وحول المخاطر المتعلّقة بانتشارها وفرضها في البرامج المدرسيّة محولينها إلى فكر وحيد يؤذي العائلة.
كما وتوقف الآباء أيضًا عند المواقف التي يجب التحلّي بها تُجاه المُهاجرين واللّاجئين وعند العناية الراعويّة الخاصّة التي ينبغي تقديمها لهم في كنائس بلادهم والكنائس التي تستقبلهم، وأكّدوا في هذا السّياق على التحدّي الذي تشكّله ظاهرة الهجرة في إطار النقاش الدّينيّ ودعوا لتسليط الضّوء أيضًا على واجبات المُهاجرين وليس فقط على حقوقهم.
هذا وطلب الآباء في تقاريرهم أن يُصار إلى تأمّل أكبر حول أهميّة المُسنّين في حياة العائلة وحول دور الأجداد بشكل خاصّ وحول تحدّي العجز بجوانبه الإيجابيّة التي ينبغي التوقف عندها وتثمينها.
كما وقدّم الآباء بعض الاقتراحات الخاصّة ليتّم إدراجها في الوثيقة الختاميّة كقصص حياة عائليّة أو قصص حياة قداسة يمكنها أن تشكّل مثالاً للمؤمنين، وبعض المراجع من الكتاب المُقدّس؛ أن يتمّ التأمّل بشكلٍ أكبر حول موضوع العفّة والتّربيّة العاطفيّة لاسيّما للشّباب؛ أن يؤخذ بالإعتبار تأثير التكنولوجيا على الحياة العائليّة لاسيّما في ما يتعلّق بالإنترنت؛ وتعميق موضوع الأخلاقيات البيولوجيّة التي يمكن لتطورها أن يؤذي الكائن البشريّ في كيانه وقيمته.
هذا وقد أشاد الآباء بطريقة العمل في الحلقات المُصغّرة والتي أظهرت نقاشًا مُباشرًا بين أشخاص يتحدّثون اللغة نفسها ولكنّهم يعيشون قصصًا مختلفة وفي بلدان وثقافات مختلفة وهذه هي خبرة حقيقيّة لشموليّة الكنيسة الجامعة.
إذاعة الفاتيكان.