لماذا يصبح الإنسان فاسدًا؟

متفرقات

لماذا يصبح الإنسان فاسدًا؟

 

 

 

لماذا يصبح الإنسان فاسدًا؟

 

"إنّ يسوع الذي يدين برحمة هو ملء الشّريعة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القدّاس الإلهيّ صباح اليوم الإثنين في كابلة بيت القدّيسة مرتا ودعا المؤمنين إلى المغفرة وعدم الحكم على الآخرين في قلوبهم.

 

قال البابا فرنسيس وحده يسوع هو ملء الشّريعة إزاء الخطايا والفساد. استهل الأب الأقدس عظته انطلاقـًا من إنجيل القدّيس يوحنّا (8/ 1 -11) والذي يخبرنا عن المرأة التي أُخذت في زنى والتي أتى بها الكتبة والفرِّيسيون إلى يسوع الذي قال لهم: "مَن كانَ مِنكُم بلا خطيئة، فليَكُن أَوَّلَ مَن يَرميها بِحَجَر!"، وانطلاقـًا من سفر دانيال (13/ 1-62) والتي تخبرنا عن سوسنة التي اتّهمها بالزّنى زورًا شيخان من الشّعب وقال لقد أُجبرت على أن تختار بين الأمانة لله والشّريعة وإنقاذ حياتها: لقد كانت أمينة لزوجها بالرّغم من أنّها خاطئة كأي شخص منّا.

 

 نجد في هذين النصين: براءة وخطيئة وفساد وشريعة، لأنّه في كلتي الحالتين كان القضاة فاسدين: نجد في العالم على الدوام قضاة فاسدين... ونجدهم اليوم أيضًا في مختلف أنحاء العالم... ولكن لماذا يصبح الإنسان فاسدًا؟ إنّ الخطيئة هي عندما أخون الله ولكنني أحاول أن أعوّض وأعود إليه أمّا الفساد فهو عندما تتغلغل فيَّ الخطيئة وتمتلكني. فيصبح كلّ شيء خطيئة وهذا هو الفساد. والفاسدون يعتقدون، بعجرفة، أنّهم يصنعون الخير. في حالة سوسنة كان هذان الشيخان فاسدين وتسيطر عليهما رذيلة الشّهوة وهدّداها بتقديم شهادة زائفة بحقِّها. وهذه ليست المرّة الأولى التي نرى فيها في الكتاب المقدّس شهادة زائفة بحقِّ أحدٍ ما، فيسوع أيضًا قد حُكم عليه بالموت بسبب شهادة زائفة.

 

في حالة المرأة الزانية نجد أنّ الذين اتّهموها كانوا قد طوّروا في ذواتهم تفسيرًا قاسيًّا خاصًا بهم للشّريعة ولم يكن يترك فسحة في داخلهم لعمل الرّوح القدس: فسادهم هو التشدّد والتعلّق المتزمِّت بالشّريعة ضدّ النعمة. ومن ثمّ هناك يسوع، معلّم الشّريعة الحقيقيّ إزاء القضاة الزائفين الذين قد فسد قلبهم وأصبحوا يقدّمون أحكامًا ظالمة تظلم الأبرياء وتحرِّر الأشرار.

 

 لقد قال يسوع كلمات قليلة: "مَن كانَ مِنكُم بلا خطيئة، فليَكُن أَوَّلَ مَن يَرميها بِحَجَر!" وقال للخاطئة: "وأَنا لا أَحكُمُ علَيكِ. إِذهَبي ولا تعودي إِلى الخطيئة". هذا هو ملء الشّريعة، لا الشّريعة التي كان الكتبة والفرِّيسيون قد أفسدوها بقوانينهم ولم يتركوا فسحة للرَّحمة. يسوع هو ملء الشَّريعة وهو يحكم برحمة. وختم البابا فرنسيس عظته داعيًا الجميع للتأمُّل بالشرِّ الذي من خلاله نحكم به على الآخرين. لأننا نحن أيضًا نحكم على الآخرين، لذلك لنتوقّف نحن أيضًا ولنتأمّل بيسوع الذي يحكم برحمة قائلاً: "وأَنا لا أَحكُمُ علَيكِ. إِذهَبي ولا تعودي إِلى الخطيئة".

 

 

إذاعة الفاتيكان.