لقاء البابا مع ممثلين عن عالم العمل في براتو

متفرقات

لقاء البابا مع ممثلين عن عالم العمل في براتو


لقاء البابا مع ممثلين عن عالم العمل في براتو


قام البابا فرنسيس هذا الثلاثاء بزيارة رعويّة إلى براتو وفلورنسا. عند السّاعة الثامنة صباحًا حطّت الطائرة المروحيّة التي أقلّت البابا على أرض الملعب الرياضيّ البلديّ في براتو حيث كانت في استقباله الفعاليّات الدينيّة والمدنيّة. بعدها توجّه الموكب البابويّ إلى كاتدرائيّة المدينة حيث كان لقاء للبابا في ساحة الكاتدرائيّة مع ممثلين عن عالم العمل بحضور أسقف المدينة المطران أغوستينيلّي.


وجّه البابا تحيّة قلبيّة للحاضرين ومن تعذّر عليهم الحضور خاصًّا بالذكر المرضى والمسنين والسّجناء. وأكّد أنّه جاء في زيارة حجّ إلى هذه المدينة الغنيّة بالتاريخ والجمال، وتطرّق بعدها إلى مسيرة الخلاص التي اجتازها شعب إسرائيل في البريّة بعد خروجه من مصر وخلال توجّهه إلى أرض الميعاد. وقد طلب الربّ منهم أن يأكلوا الفصح وأحقاؤهم مشدودة (خروج 12، 11) وهذا يعني أن يكونوا مستعدّين للإنطلاق وبداية المسيرة.


وأكّد البابا أن الرّبّ يطلب منّا الشيء نفسه اليوم أيضًا، يطلب منّا عدم الانغلاق في اللامبالاة إذ لا بُدّ أن نشعر أنّنا مدعوّون لنترك شيئًا من أجل بلوغ شخص ما، نتقاسم معه فرح الالتقاء بالرّبّ ومشقة السّير في دربه. ولفت فرنسيس إلى أنّنا مدعوّون اليوم للخروج من أجل الاقتراب من رجال ونساء زماننا الحاضر، مؤكّدًا أنّ الإيمان الذي يبقى منغلقـًا على ذاته ليس أمينًا لدعوة الرّبّ. وأضاف البابا أنّ الرّبّ الذي يرغب في بلوغ من لا يحبّونه يدفعنا إلى الأمام، إنّه يريد أن يبصر النّور في داخلنا شغف إرسالي متجدّد، ويُسند إلينا مسؤوليّة كبرى.


إنّه يطلب من الكنيسة، عروسه، أن تسير في دروب العالم المعاصر، وأن ترافق كلّ شخص أضاع الطريق، وأن تغرس خيم الرّجاء من أجل استقبال من جُرحوا ولا ينتظرون شيئًا من هذه الحياة.


بعدها تحدّث البابا فرنسيس عمّا فعله يسوع خلال العشاء الفصحيّ، عندما غسل أرجل تلاميذه، متصرّفًا كخادم. وقال إنّ الرّبّ أعطانا المثال كي نحتذي به ونفعل الشيء نفسه نحن أيضًا لافتًا إلى أنّ الله الذي اقترب منّا خدمنا كي نخدم نحنُ بدورنا القريبين منّا. هذا ثمّ توجّه البابا بالشكر إلى الحاضرين في ساحة كاتدرائيّة براتو على الجهود المثابرة التي تبذلها الجماعة المحليّة من أجل توفير الاندماج لكلّ شخص، والتصدي لثقافة اللامبالاة والإقصاء. وأضاف أنّ المبادرات المتخذة لصالح الضعفاء والعائلات تستأهل كلّ إشادة في الأزمنة المطبوعة بالريبة والخوف، وطلب من ضيوفه ألا يفقدوا الشّجاعة أمام الصعوبات وأن تحرّكهم دائمًا الرغبة في إقامة علاقات قربة.


وأشار البابا في هذا السّياق إلى أنّ القديس بولس الرّسول دعا المسيحيّين إلى أن يلبسوا سلاح الله الكامل، لأنّ الله يعطينا الفضائل اللازمة كي نواجه أعداءنا الحقيقيّين، الذين هم أرواح الشرّ. ويدعو المؤمنين إلى أن يمنطقوا أحقاءهم بالحقّ (راجع أفسس 6، 14). إذ لا يسعنا أن نبني أي شيء جيد على أساس الكذب وانعدام الشفافيّة.


وقال البابا إنّ البحث عن الحقيقة واختيارها ليس بالأمر السّهل بيد أنّه قرار حيوي لا بدّ أن يطبع كيان كلّ شخص وكلّ مجتمع في العمق. إنّ قدسية كلّ كائن بشريّ تتطلّب احترام الجميع وضمان الضيافة والعمل اللائق. وذكّر البابا بالحريق الذي شبّ في المنطقة الصناعيّة في براتو لسنتين خلتا وأسفر عن مقتل خمسة رجال وامرأتين صينيّين مؤكّدًا أنّ حياة كلّ جماعة تقتضي محاربة سرطان الفساد، سرطان استغلال الإنسان والعمل وسموم اللاشرعيّة. وحثّ الجميع في الختام على عدم التعب أبدًا من النضال في سبيل الحقيقة والعدالة!


إذاعة الفاتيكان.