لقاء البابا مع مؤسسة السنة المائة

متفرقات

لقاء البابا مع مؤسسة السنة المائة

 

 

لقاء البابا مع مؤسسة السنة المائة

 

 

استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في لقاء تنظّمه مؤسسة السنة المائة وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وشكرهم على الجهود التي يقومون بها إذ يسعون لإيجاد أساليب بديلة لفهم الاقتصاد والتنمية والتجارة للإجابة على التحديات الأخلاقيّة التي تفرضها نماذج وأشكال جديدة للسلطة المتأتّية من التكنولوجيا وثقافة الهدر وأساليب الحياة التي تتجاهل الفقراء وتزدري الضعفاء.

 

قال الأب الأقدس:

 

يلتزم العديد من الأشخاص كي يوحِّدوا العائلة البشريّة في السعي المشترك عن تنمية مستدامة وشاملة لأننا نعرف أنّه بإمكان الأمور أن تتغيّر. تقدّم مؤسستكم أيضًا مساهمة قيّمة في تقييم النشاطات التجاريّة والماليّة في ضوء التقليد الغني للعقيدة الاجتماعيّة للكنيسة ولبحث حكيم عن خيارات بنّاءة. على أساس كفاءتكم وخبرتكم وبالتعاون مع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة التزمتم في تنمية نماذج نمو اقتصادي تتمحور حول الكرامة والحريّة والإبداع: الميزات الخاصة بالكائن البشري.

 

يلحظ إعلانكم لهذا العام أنّ الكفاح ضدّ الفقر يتطلّب فهمًا أفضل له كظاهرة بشريّة وليس فقط اقتصاديّة. يتطلّب تعزيز التنمية البشريّة الشاملة حوارًا والتزامًا مع احتياجات الناس وانتظاراتهم، كما يتطلّب أيضًا الإصغاء للفقراء وخبرتهم اليومية للحرمان في أشكاله المتعدّدة والمتداخلة وابتكار أجوبة معينة لأوضاع ملموسة.

 

وهذا الأمر يتطلّب منا أن نخلق، داخل الجماعات وبين الجماعات وعالم الأعمال، هيكليات قادرة على التوفيق بين الأشخاص والموارد من خلال إطلاق عمليات يكون فيها الفقراء الرواد الأوائل والمستفيدين. هذا التقارب للنشاط الاقتصادي والذي يقوم على الشخص البشري يشجّع روح المبادرة والإبداع والروح التجاري وجماعات العمل فيعزز بهذا الشكل الإدماج الاجتماعي ونمو ثقافة تضامن فعّالة.

 

 لقد سلّطتم انتباهكم خلال هذه الأيام حول المسألة الجوهريّة لخلق العمل في إطار الثورة التكنولوجيّة الجديدة القائمة. كيف يمكننا ألا نقلق بسبب المشكلة الخطيرة لبطالة الشباب والبالغين الذين يفتقرون للوسائل من أجل تعزيز أنفسهم؟

 

إنها مشكلة قد اتخذت معدلاً مأساويًا في البلدان المتقدّمة وتلك النامية وبالتالي هي تطلب أن تتمَّ مواجهتها من خلال العدالة بين الأجيال والمسؤوليّة من أجل المستقبل. وفي الأسلوب عينه ينبغي على الجهود الموضوعة لمواجهة المسائل المتعلِّقة بنمو التكنولوجيات الجديدة وتحوّل الأسواق وطموحات العمال أن تأخذ بعين الاعتبار لا الأفراد فقط وإنما العائلات أيضًا، إذ شكّلت هذه الأخيرة، كما تعلمون، اهتمام الجمعيات العامة لسينودس الأساقفة حول العائلة التي أظهرت كيف يمكن لعدم الثبات في أوضاع العمل أن يزيد التوتر والمشاكل في العائلة ونتيجته على قدرة العائلة في المشاركة في حياة المجتمع بشكل مثمر.

 

 أشجّع جهودكم أيّها الأصدقاء الأعزّاء في سبيل حمل نور الإنجيل وغنى العقيدة الاجتماعيّة للكنيسة حول هذه المسائل الملحّة إذ تساهمون في نقاش مُتعمِّق والحوار والبحث وإنما أيضًا من خلال التزامكم في تغيير المواقف والآراء وأساليب الحياة، تغيير جوهري لبناء عالم أكثر عدالة وحريّة وتناغم.

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.