استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في الجمعيّة العامة الأولى لأمانة سر الاتصالات التابعة للكرسي الرسولي وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال:
إن موضوع الجمعيّة هو من أحد المواضيع العزيزة على قلبي، وقد تحدّثت عنه في مناسبات مختلفة، والأمر يتعلّق بدراسة المعايير والأساليب الجديدة لنقل إنجيل الرحمة لجميع البشر في قلب الثقافات المتعددة من خلال وسائل الاتصالات التي يضعها الإطار الثقافي الرقمي في تصرّف معاصرينا.
هذه الدائرة هي واقع جديد وأنّ الأمر لا يتعلّق بالتنسيق بين الدوائر السابقة أو بتوحيدها وإنما في بناء مؤسسة جديدة لكي يجيب نظام التواصل التابع للكرسي الرسولي بشكل أفضل على متطلبات رسالة الكنيسة، وقال يولد هذا النظام التواصلي الجديد من ضرورة "التقارب الرقمي"، ولذلك فإن صحيفة الأوسرفاتوريه رومانو ستصبح مع العام المقبل جزء من هذه الدائرة الفاتيكانيّة وبالتالي عليها أن تجد أسلوبًا جديدًا ومختلفًا لتبلغ عددًا أكبر من القُرَّاء، كما ينبغي إعادة النظر بإذاعة الفاتيكان بحسب النماذج الجديدة والملائمة للتكنولوجيات الحديثة ومتطلبات معاصرينا وشدّد في هذا السياق على الجهود التي تبذلها الدائرة الفاتيكانية إزاء البلدان التي تفتقر للإمكانيات التكنولوجيّة.
التاريخ هو بلا شك إرث خبرات قيّمة ينبغي الحفاظ عليه واستعماله كدفع نحو المستقبل ولكنّه قد يتحوّل إلى مجرّد متحف جميل وإنما غير قادر على تقديم القوّة والشجاعة للمضي في المسيرة قدمًا.
أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء إن العمل الذي ينتظركم واسع ومفصلي، وبالتالي أشجّعكم على العمل في لجنات الدراسة مع تحاليل مُفصّلة وعلى القرار والمباشرة بالعمل بشجاعة بحسب المعايير التي اخترتموها. كما أسألكم أن يكون المعيار الأساسي ذلك الرسولي والإرسالي مع لفتة خاصة إلى أوضاع الفقر والصعوبات متيقّنين أنّه ينبغي مواجهة هذه الأوضاع من خلال الحلول المناسبة فيصبح من الممكن هكذا حمل الإنجيل إلى الجميع وتقييم الموارد البشريّة بدون استبدال وسائل الاتصالات التابعة للكنائس المحليّة.
لا نسمحنَّ أن تتغلّب علينا تجربة التعلّق بماضٍ مجيد، ولكن لنعمل كفريق لنجيب بشكل أفضل وبدون خوف على التحديات الجديدة التي تطلبها منا ثقافة اليوم في مجال الاتصالات.
إذاعة الفاتيكان.