استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في الفاتيكان المشاركين في أعمال الجمعية العامة لمجمع عقيدة الإيمان يتقدمهم رئيس المجمع الكاردينال غيرهارد لودفيك مولر.
وجّه البابا لضيوفه خطابًا استهلّه مرحبا بهم ومعربًا عن سروره للقائهم في الفاتيكان، وتوجّه بالشكر إلى الكاردينال مولر على الكلمات التي وجهها إليه نيابة عن الحاضرين. بعدها لفت البابا إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار يوبيل الرحمة، متمنيًا أن تشكل هذه السنة مناسبة ملائمة يجدد فيها كل أعضاء الكنيسة إيمانهم بيسوع المسيح الذي هو وجه رحمة الآب، الدرب التي تجمع بين الله والإنسان.
وعبر البابا عن أمله أيضًا بأن يتمكن كل الشعب المسيحي ـ من رعاة ومؤمنين ـ أن يعيد اكتشاف أعمال الرحمة الجسديّة والروحيّة ويضعها في المحور خلال يوبيل الرحمة هذا، لأن كل إنسان سيُسأل في آخر المطاف ما إذا كان قد ساعد الفقراء والمحتاجين.
وشدد في هذا السياق على أهمية أعمال الرحمة التي تشكل ترجمة عملية للطريقة التي يعيش من خلالها المسيحيون روح الرحمة. هذا ثم أكد البابا أن رحمة الله الآب تجلّت في شخص يسوع المسيح، الذي أصبح إنسانا ليعتق البشرية بأسرها. ولفت أيضًا إلى أن الإيمان المسيحي ليس مجرد معرفة ينبغي حفظها في الذاكرة، بل إنه حقيقة يجب أن تُعاش في المحبة.
من هذا المنطلق ـ تابع البابا يقول ـ لا بد من الحفاظ على العادات، خصوصًا فيما يتعلق بأبعاد الحياة الأكثر حساسية، فالإنتماء إلى الإيمان بشخص يسوع المسيح يتطلب تحكيم العقل والتجاوب الخلقي مع عطيته. في هذا السياق توجّه البابا فرنسيس بالشكر إلى أعضاء مجمع عقيدة الإيمان على الالتزام الكبير الذي يقومون به وعلى المسؤولية التي يمارسونها فيما يتعلق بمعالجة حالات التعديات الجنسية على القاصرين من قبل رجال الدين الكاثوليك.
ولم يخلُ خطاب البابا من توجيه كلمة شكر إلى المستشارين الذين يتعاونون مع المجمع المذكور، لافتًا إلى أن هؤلاء يقومون بعمل قيّم ومتواضع، وحثّهم على متابعة العمل في هذا الإتجاه وشدد في الآن معا على ضرورة الحفاظ على التوافق والإجماع في القرارات المتخذة.
بعدها أكد البابا لضيوفه أنهم يساهمون في إطلاق اندفاع إرسالي جديد لدى المؤمنين، وانفتاح أكبر على البعد المتسامي للحياة. وحثّهم في هذا الإطار على مواصلة تعزيز التعاون مع كل الهيئات الإستشارية التي تساعد المجالس الأسقفية والأساقفة في الحفاظ على العقيدة السليمة في زمن من التبدلات السريعة وتنامي المشاكل المعقدة.
وبعد أن أشار البابا إلى الإسهام القيم الذي يقدمه مجمع عقدية الإيمان في مجال تجديد الحياة الكنسية عن طريق دراسة التكامل بين المواهب المتأتية من الأسرار وتلك المتأتية من الروح القدس، شدد على أن الوحدة والتعددية هما علامة الكنيسة التي يحركها الروح القدس والتي تسير بخطى ثابتة وأمينة باتجاه الأهداف التي يحددها الرّبّ لها على مر التاريخ. في ختام كلمته أكد البابا لضيوفه أنه يصلي من أجلهم وسألهم أن يصلوا من أجله هم أيضًا.
إذاعة الفاتيكان.