كيف يُظهر الله محبّته؟

متفرقات

كيف يُظهر الله محبّته؟

 

 

 

 

"محبّة الله هي محبّة بلا حدود وتظهر عظمتها في الصغر والحنان" هذا ما قاله قداسة البابا في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح يوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان  وأكّد أن المسيح لا يطلب منا خطابات كبيرة حول المحبة وإنما أن نقوم بتصرفات صغيرة ملموسة تكون استمراريّة لمحبّته العظيمة.

 

 

في اليوم الذي تحتفل فيه الكنيسة بعيد قلب يسوع الأقدس استهلَّ الأب الأقدس عظته مؤكِّدًا أنّه يمكننا القول إنَّ اليوم هو عيد محبّة الله وتابع موضِّحًا لسنا نحن من أحبَّ الله بل هو قد أحبّنا أولاً وهذه الحقيقة يشرحها الأنبياء من خلال صورة زهر شجر اللوز، أوّل شجر يزهر في فصل الربيع وقال هكذا هو الله، يحبّنا أولاً على الدوام. ينتظرنا أولاً ويحبّنا أولاً ويساعدنا أولاً.

 

 

 ليس من السهل فهم محبّة الله، في الواقع يتحدّث القديس بولس (أف3/ 8- 19) عن غنى المسيح الذي لا حدَّ له وعن سرِّ خفيٍّ. إنها محبّة لا يمكننا فهمها. محبّة المسيح التي تفوق كلَّ معرفة وتفوق كلَّ شيء. إن محبّة الله كبيرة جدًّا، ويقول أحد الشعراء أنّها كـ "بحر بدون شاطئ وبدون عمق..."، بحر بلا حدود وهذه هي المحبّة التي علينا فهمها والتي ننالها.

 

 

 لقد أظهر لنا الرب محبّته عبر التاريخ كمربٍّ عظيم وذكّر بكلمات النبي هوشع (11/ 1 .3 - 4. 8 -9) وقال إنَّ الله لم يُظهر محبّته بالقوّة، لا! لنسمع كلمات النبي هوشع: "إِذ كانَ إِسرائيلُ صَبِيًّا أَحبَبتُهُ، وَمِن مِصرَ دَعَوتُ ابني. وَأَنا دَرَجتُ أَفرائيم، وَحَمَلتُهُم عَلى ذِراعي، لَكِنَّهُم لَم يَعلَموا أَنّي أَنا أَبرَأتُهُم". حبّته عبر التاريخ كمربٍّ عظيم وذكّر بكلمات النبي هوشع  في كيف يُظهر الله محبّته؟ بواسطة الأمور العظيمة؟ لا! بل يتصاغر ويتصاغر من خلال تصرّفات الحنان والصلاح. يُصبح صغيرًا ويقترب، وبهذا القرب وهذا التصاغر يجعلنا نفهم عظمة محبّته.

 

 

 ختامًا يرسل الله ابنه، ولكنّه يرسله بالجسد، والابن واضع نفسه حتى الموت، موت الصليب. هذا هو سرُّ محبّة الله، العظمة الكبرى التي يُعبَّر عنها في أقسى الصغر وهكذا يمكننا أن نفهم أيضًا مسيرة المسيحي. عندما يريد يسوع أن يعلِّمنا كيف يجب أن يكون موقف المسيحي يقول لنا أمورًا قليلة ويرينا "البروتوكول" الذي سنحاسب عليه، وعلى ماذا ينصُّ؟ لا يقول: "لقد فهمتُ محبّة الله!" لا وإنما لقد طبّقت محبّة الله أطعمتُ الجائع وأسقيتُ العطشان وزرتُ المريض والمسجون. أعمال الرحمة هي درب المحبّة التي يعلّمنا إياها يسوع كاستمراريّة لمحبّة الله العظيمة.

 

 

 لسنا بحاجة لخطابات كبيرة حول المحبّة وإنما لرجال ونساء يعرفون كيف يقومون بهذه الأمور الصغيرة من أجل يسوع والآب، أعمال الرحمة هي استمراريّة لمحبّة الله التي تتصاغر وتنزل إلينا لكي نحملها قدمًا.    

 

إذاعة الفاتيكان.