ترأس البابا فرنسيس صباح اليوم الإثنين الإحتفال بالقدّاس الصباحيّ في كابلة بيت القدّيسة مرتا بدولة حاضرة الفاتيكان. وألقى عظة أكّد فيها أنّ الرّوح القدس يمنحنا قوّة أن نكون شهودًا للمسيح حتّى وسط الاضطهادات كبيرة كانت أم صغيرة.
وذكّر البابا فرنسيس المؤمنين بأنّنا نقترب من الإحتفال بعيد العنصرة وتحدّثنا القراءات أكثر وأكثر عن الرّوح القدس، ويُخبرنا كتاب أعمال الرّسل (16/ 11- 15) أنّ الرّبّ فتح قلب امرأة تُدعى ليديا عندما كانت تصغي إلى كلمات القدّيس بولس الرّسول في مدينة ثياطيرة. فقد شعرت هذه المرأة بشيء في داخلها دفعها لأن تقول "هذا صحيح! أنا أوافق على ما يقول هذا الرّجل الذي يقدّم شهادة ليسوع المسيح".
ولفت البابا إلى أنّ الرّوح القدس لمس قلب هذه المرأة وجعلها تشعر بأنّ يسوع هو الرَّبّ وبأنّ الخلاص موجود في كلام بولس. إنّ الرّوح القدس يقدّم شهادة ليسوع وعندما نشعر بشيء في قلبنا يقرّبنا من الرّبّ فيكون هذا الرّوح القدس الذي يعمل بداخلنا.
إنجيل يوحنّا (15/ 26 -27، 16/ 1- 4) يتحدّث عن شهادة مزدوجة: شهادة الرّوح القدس الذي يقدّم لنا شهادة ليسوع وشهادتنا نحن أيضا. وقد أطلع يسوع تلاميذه على أنّ الشّهادة تحمل معها الإضطهادات أيضا، بدءًا من تلك الصغيرة شأن الثرثرة، والانتقادات وصولاً إلى تلك الكبيرة التي طبعت تاريخ الكنيسة ووصلت إلى حدّ سجن المسيحيِّين أو قتلهم. وقد قال يسوع لتلاميذه إنّ الوقت سيأتي عندما يعتقد أنَّ من يقتلكم يقدّم خدمة لله.
المسيحيّ وبفضل قوَّة الرّوح القدس، يشهد للرَّبِّ الحيّ والقائم من الموت والمُقيم بيننا. المسيحيّ يقدّم الشّهادة ـ بعون الرّوح القدس ـ من خلال حياته اليوميّة وتصرفاته أيضا: هذه هي الشّهادة المتواصلة للمسيحيّ، وغالبًا ما تسبِّب هذه الشّهادة الهجمات والاضطهادات.
وأكّد أنَّ الرّوح القدس الذي جعلنا نتعرّف على يسوع يحملنا على جعل الآخرين يتعرَّفون عليه من خلال الأقوال وشهادة الحياة. وختم البابا عظته سائلاً المؤمنين أن يطلبوا من الرّوح القدس أن يدخل قلوبهم كي يشهدوا ليسوع وكي يعلّمهم ما علّمه يسوع وكي لا يبعدهم ما يتأتى من أب الكذب وأمير هذا العالم والخطيئة عن الشّهادة المسيحيّة.
إذاعة الفاتيكان.