تلا البابا فرنسيس ظهر يوم الأحد صلاة التبشير الملائكيّ مع وفود الحجّاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس بالفاتيكان. توقف البابا في كلمته عند إنجيل (لو6/ 39 -45) الذي يحدّثنا عن أمثلة ضربها الرّبّ إلى تلاميذه ليدلّهم على الطريق الواجب اتّباعها كي يعيشوا بحكمة.
قال البابا فرنسيس إنّ الرّبّ أكّد لتلاميذه أنَّ الأعمى لا يستطيع أن يقود أعمى آخر، إذ يتعيَّن على القائد أن يرى ويكون شخصًا حكيمًا، وإلا ألحق الضرر بالأشخاص الموكلين إليه. الرّبّ شاءَ بهذه الطريقة أن يسلّط الضوء على واجب من يتحملون مسؤوليات تربويّة أو قياديَّة، من هم رعاة النفوس والسلطات الرسميَّة والمشرعين، والأساتذة والوالدين وحثّ هؤلاء على أن يدركوا جيِّداً الدور الذي يقومون به، ويميزوا الدّرب الصحيحة التي ينبغي أن يقودوا عليها الآخرين.
وأكّد البابا فرنسيس أنَّ الربَّ قال لتلاميذه إنَّ التلميذ لا يستطيع أن يكون أعظم من معلّمه ودعاهم إلى الاقتداء بمثله ليكونوا قادة أمناء وحكماء. ولفت البابا إلى أن هذا التعليم موجود بشكل جلي في عظة الجبل، التي تشدّد على صفات الوداعة والرحمة والعدل. كما أن الرّبّ حذّر تلاميذه من الرياء مشيرًا إلى أن المرائي يرى القشة في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه.
من السّهل أن ننظر إلى أخطاء وخطايا الآخرين، عوضًا عن النظر إلى أنفسنا بوضوح. وأضاف أنه من الأهميَّة بمكان أن نساعد الآخرين من خلال النصائح الحكيمة، لكن عندما نسعى إلى الدلالة على شوائب الآخرين لا بدَّ أن ننظر إلى شوائبنا. لا توجد شجرة صالحة تعطي ثمارًا فاسدة، كما لا توجد شجرة فاسدة تعطي ثمارًا صالحة، لأنّ كلّ شجرة تُعرف من ثمارها. الثمار هي الأعمال والأقوال على حدٍّ سواء. أيضًا من خلال الكلمات نتعرّف على الشجرة الجيِّدة. لأنَّ من هو صالح يخرج من فمه كلّ كلام صالح، ومن هو سيّئ يخرج من فمه الكلام السيّئ.
هذا ثم حذّر البابا برغوليو المؤمنين من مغبة الثرثرة والنميمة. وقال إنّ هذه الممارسات تدمّر الأشخاص والعائلات، والمدرسة ومكان العمل، والحي، مضيفا أنّه من اللسان تبدأ الحروب، ودعا الجميع إلى أن يطرحوا على أنفسهم السؤال التالي: هل أتحدّث بالسوء عن الآخرين؟ هل من السهل أن أرى أخطاء الغير، ولا أرى أخطائي؟ وطلب من الحاضرين أن يعملوا على تصحيح تصرفاتهم، مؤكدًا أن هذا يعود بالفائدة على الكلّ.
وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي وجّه البابا كما جرت العادة تحياته إلى وفود الحجّاج والمؤمنين القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم، وخصَّ بالذكر فرقاً من الحجَّاج الآتين من وارصو ومدريد وإبيزا وفورمنتيرا فضلاً عن طلاب المعهد الإكليريكيّ في أوترانتو الذين يزورون روما حاليًا.
إذاعة الفاتيكان.