تلا البابا فرنسيس ظهر يوم الأحد صلاة التبشير الملائكيّ مع وفود الحجّاج والمؤمنين في ساحة القدِّيس بطرس بالفاتيكان. توقّف البابا في كلمته عند إنجيل (يو6/ 1 -15) الذي يحدّثنا عن معجزة تكثير أرغفة الخبز والسَّمكتين وقال إنَّ المال القليل الذي كان بحوزة الرَّبّ وتلاميذه لم يكن كافيًا لسدِّ جوع الحشود، فقام أندراوس بإحضار فتى قدَّم كلّ ما كان لديه، أي خمسة أرغفة وسمكتين، وقد أبدى هذا الفتى شجاعة كبيرة، ولفت البابا إلى أنّ الشبان لديهم شجاعة ويجب أن يساعدوا كي يحافظوا على شجاعتهم.
إنّ الجرأة حملت هذا الفتى على وضع ما كان يحمله بتصرّف الناس. أمّا أندراوس فقال إن هذا القدر من الطعام ليس كافيًا لإطعام الجميع. مع ذلك طلب الرّبّ من التلاميذ أن يُجلسوا الناس وأخذ الخبز والسَّمكتين ورفع الشكر للآب ووزعهم على النّاس، فأكلوا كلّهم حتى شبعوا. وأضاف البابا فرنسيس أنّه من خلال إنجيل هذا الأحد تدعونا الليتورجيّا إلى عدم إبعاد النظر عن الإنجيل الذي قرأناه الأحد الماضي، عندما أخبرنا القدّيس مرقس (6/ 30 -34) أنَّ الرَّبَّ أشفق على الجموع، واليوم يحدثنا القدِّيس البشير يوحنّا عن اهتمام يسوع بالاحتياجات الرَّئيسة للأشخاص. فكان هؤلاء جائعين، وقام الرّبّ بسدِّ جوعهم مشركًا تلاميذه في ما فعل.
هذا ثمَّ أكَّد البابا أنَّ محبَّة الله حيال البشريَّة الجائعة إلى الخبز والحريَّة والعدالة والسَّلام، وخصوصًا لنعمته الإلهيَّة لا تنقص أبدًا لافتًا إلى أنَّ الرّبّ يسدّ جوعنا اليوم أيضًا ويمكث إلى جانبنا ويعزِّينا، ويفعل ذلك من خلالنا نحن أيضا لذا يدعونا الإنجيل لأن نكون منفتحين على الآخرين ونعمل من أجلهم. ولا يمكننا بالتالي أن نقف موقف المتفرّج حيال صراخ الإخوة والأخوات الجياع حول العالم لأنَّ إعلان الرّبّ الذي هو خبز الحياة الأبديَّة يتطلّب التزامًا سخيًا من التضامن تجاه الفقراء والضعفاء والآخِرين ومن لا حول لهم ولا قوَّة. وتابع البابا يقول إنّه في ختام هذه الرّواية من الإنجيل يطلب الرّبّ من التلاميذ أن يجمعوا ما تبقى من الطعام. وعاد البابا ليطلب من المؤمنين أن يتأمّلوا بصورة هذا الفتى الذي وضع ما لديه بتصرّف النّاس، وألا يقوموا بهدر ما يتبقى من الطعام.
بعد تلاوة التبشير الملائكيّ ذكّر البابا المؤمنين بأنَّ منظَّمة الأمم المتَّحدة تُحيي غدا اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر، لافتًا إلى أن هذه الآفة تستعبد العديد من الرِّجال والنساء والأطفال بهدف استغلالهم جنسيًا وفي مجال العمل، أو من أجل المتاجرة بأعضائهم وأشار البابا فرنسيس أيضًا إلى أنَّ المتاجرين بالبشر يلجؤون إلى ممرّات الهجرة بحثًا عن ضحايا جدد. و إنّ مسؤوليَّة التنديد بأوضاع الظلم والتصدي لهذه الجريمة تقع على عاتق الجميع.
إذاعة الفاتيكان.