إن كلمات البابا فرنسيس "تفتح وتعانق وتسهّل وتساعدنا لكي نرفع نظرنا عن ذواتنا" هذا ما كتبه الكاردينال بييترو بارولين في مقدّمة الكتاب "كلمات البابا فرنسيس" الذي أعدّه الأب أنطونيو كارييرو الساليزياني وصدر عن دار النشر "Elledici".
"إنّ إستراتيجيّة البابا فرنسيس الوحيدة – تابع الكاردينال بارولين يقول – هي الإتّباع الواثق للإنجيل. وفي كلماته المتواضعة يحاكي الأب الأقدس الجميع من خلال صور وتشابيه تستمدّ قوّتها من قربها من الحياة اليوميّة، فهو يضع مستمعيه على المستوى عينه بدون أيّ مسافات".
يحتوي الكتاب أيضًا على تمهيدين للكاردينال جانفرانكو رافازي والأب أنطونيو سبادارو، كما ويجمع الكتاب أيضًا مداخلات خمسين صحفيًّا وكاتبًا. وحول هذا الكتاب أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع الأب أنطونيو كارييرو الذي تحدّث عن فكرة هذا المجلّد ومحتواه.
قال الأب أنطونيو كارييرو ولد هذا المجلد لمساعدة القُرّاء لكي يفهموا فكر الأب الأقدس بشكل أفضل وليسهّل لهم أسلوب ترجمته في حياتهم اليوميّة. وقد ولدت الفكرة من الحاجة لأداة تساعد المؤمنين وغير المؤمنين على التعمّق في كلمات الحبر الأعظم لاسيّما عشيّة افتتاح اليوبيل الإستثنائيّ لسنة الرّحمة لكي يرافقهم خلال هذه السنة المقدّسة. ولكتابة هذه العمل استعنت بمساعدة خمسين صحفيًّا وكاتبًا اختار كلاً منهم كلمة من كلمات الأب الأقدس وتعمّق في شرحها في مختلف الأطر التي استعملها فيها.
تابع الأب أنطونيو كارييرو يقول إنّ البابا فرنسيس يستعمل كلمات يوميّة "صباح الخير"، "مساء الخير"، "صلوا من أجلي"... هذه التّعابير اليوميّة التي يستعملها الجميع من ربّة البيت إلى الموظف. وما يجمع هذه الكلمات الخمسين هو الأسلوب الذي من خلاله يرى البابا فرنسيس الكنيسة من منظار الضواحي، ولذلك نرى الكلمات "رحمة"، "روح العالم"، "إقصاء"، "إنطلاق"، "أخيرون" وغيرها تسلّط الضوء على الخبرة التي عاش من خلالها خورخي ماريو برغوليو الإنجيل في بوينوس آيرس، وهذا الأسلوب يُساعدنا ويُساعد من يسمعنا لأنّه يجعل الجميع يفهموننا.
أضاف الأب أنطونيو كارييرو يقول إنّ كلمات البابا فرنسيس تجذب الشباب بشكلٍ خاصّ، لأنّ الشباب يبحثون عن البساطة والصدق والوضوح ويقدّرون التصرّفات أكثر من الأقوال: وهذا ما يجدونه في البابا فرنسيس. فأسلوبه المباشر والبسيط يجعله قريبًا من الأجيال الجديدة، والشباب في يومنا يبحثون عن شهود صالحين وأشخاص صادقين يجسّدون ما يبشرون به.
ولذلك يمكننا أن نرى كيف يتشاركون صوره عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ: نراه يعانق الأشخاص، ويبتسم ويقبل الأطفال... تصرّفات بسيطة تمامًا ككلماته! فمن خلال هذه التصرفات الملموسة يعيد البابا فرنسيس إلى ذاكرة الأشخاص أوضاعًا وخبرات عاشوها في السّابق وهذا الأمر يحبه الشباب أيضًا. فالبابا فرنسيس وبالإضافة إلى أنّه يجعل الإنجيل مُعاصرًا هو يترجمه من خلال أمثال ملموسة من الحياة اليوميّة وهذا الأمر أيضًا يحبّه الشباب.
إذاعة الفاتيكان.