قداسة البابا يبدأ زيارته الرسولية إلى لاتفيا

متفرقات

قداسة البابا يبدأ زيارته الرسولية إلى لاتفيا

 

 

 

بدأ قداسة البابا فرنسيس صباح يوم الاثنين 24 أيلول سبتمبر زيارته الرسوليّة إلى لاتفيا قادما من ليتوانيا، والتقى قداسته في الثامنة والنصف بالتوقيت المحلي في القصر الرئاسي في العاصمة ريغا رئيس البلاد وممثلي السلطات والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي.

 

 

وبدأ البابا كلمته موجها التحية للحضور وشكر الرئيس اللاتفي رايموند فيونيس على كلمته ودعوته إلى زيارة البلاد خلال لقائهما السابق في الفاتيكان. أعرب البابا بعد ذلك عن سعادته لوجوده في هذا البلد للمرة الأولى وأيضا في مدينة ريغا التي مرت، مثل لاتفيا بكاملها، بتجارب اجتماعية وسياسية واقتصادية وأيضا روحية صعبة، وذلك بسبب انقسامات ونزاعات الماضي، لكنها أصبحت اليوم أحد المراكز الثقافية والسياسية في المنطقة إلى جانب كونها ميناء هاما. أشاد قداسة البابا بعد ذلك بممثلي لاتفيا في الثقافة والفنون والموسيقى وأضاف أن كلمات المزمور "إلى رقصٍ حولتَ ندبي" (راجع مز 30، 12) تنطبق على هذا البلد.

 

 

 

ثم انتقل البابا للحديث عن احتفال لاتفيا بالمائوية الأولى لاستقلالها، وأضاف أن هذا البلد يعرف جيدا ثمن هذه الحرية، وذكّر هنا بكلمات للكاتبة اللاتفية الشهيرة زينتا ماورينا التي تتحدث عن كون الجذور في السماء، وأكد البابا بالتالي على أهمية التطلع إلى ما هو أسمى، واصفا هذا بقدرة روحية تصبح ملموسة في أفعال يومية بسيطة، أعمال تضامن وشفقة ومساعدة متبادلة، كما أنها شكلت الدعم الذي خلق ديناميكيات اجتماعية جديدة أمام التهديدات التي يتعرض لها النسيج الاجتماعي.

 

 

 

وتابع قداسة البابا معربا عن الفرح لكون الكنيسة الكاثوليكية في قلب هذه الجذور، وذلك في تعاون مع الكنائس الأخرى ما يشكل علامة على كيفية تطوير شركة في التنوع. وشدد قداسته هنا على أن تركيز الأشخاص والجماعات على ما هو أبعد من الذات والمصالح الخاصة يحوِّل الشفقة والالتزام المتبادل إلى تضامن. تحدث البابا فرنسيس بعد ذلك عن الإنجيل الذي غذى حياة شعب هذا البلد، والذي يمكنه مواصلة فتح السبل لمواجهة التحديات الحالية من خلال تثمين الاختلافات وتعزيز الشركة بين الجميع.

 

 

 

وعاد البابا فرنسيس في كلمته إلى الاحتفال بالمائوية الأولى لاستقلال لاتفيا مشيرا إلى أهمية الحرية والاستقلال مؤكدا أنهما عطايا، لكنهما أيضا واجب يشرِك الجميع، فالعمل من أجل الحرية يعني المشاركة في تنمية متكاملة للشخص وللجماعة. وواصل البابا فرنسيس مشددا على أن مَن ساهم في بلوغ الحرية قد ترك لأجيال اليوم إرثا هو المسؤولية ذاتها، وأشار هنا إلى أهمية تنمية تركز على الأشخاص، الأطفال والمسنين والشباب، لا على أولية الاقتصاد على الحياة، وأضاف أن تطور جماعة لا يتم ولا يقاس فقط بما لديها من خيور وموارد، بل برغبتها في تكوين حياة وخلق مستقبل، وهذا يحدث حين يكون هناك التصاق بالماضي، وإبداع في الحاضر، وثقة ورجاء في الغد.

 

 

 

وختم قداسة البابا فرنسيس كلمته إلى رئيس لاتفيا وممثلي السلطات والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي طالبا بركة الله ومرافقته للجميع، وجعْل عملهم من أجل هذا البلد مثمرا.  

 

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.