تمَّ ظهر الاثنين في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي تقديم الدستور الرسولي "فرح الحقيقة" للبابا فرنسيس حول الجامعات والكليّات الكنسيّة، والذي يدعو فيه الأب الأقدس إلى ضرورة "طبع الدراسات الكنسيّة بذلك التجدُّد الحكيم والشجاع المطلوب من التحوُّل الإرسالي للكنيسة التي تخرج وتنطلق"، ما هي إذًا التحديات الجديدة التي يجمعها هذا الدستور؟ عن هذا الموضوع حدّثنا الكاردينال جوزيبيه فيرسالدي عميد مجمع التربية الكاثوليكيّة.
قال الكاردينال فيرسالدي لنقُل إنّه تحدّي الحداثة. إنّه تغيّر مرحلة يقترح على الكنيسة ضرورة إعادة النظر وتحديث وتكييف محتوى تعليمها وأسلوبها التربوي بحسب واقع العلمنة الجديد وتعدُّد الثقافات والديانات بحيث من الأهميّة بمكان أن نُشدِّد على القدرة على الحوار التي تملكها مؤسساتنا.
هذا الأمر يعني الإصغاء إلى الآخرين والقدرة على تقديم ما هو جوهريٌّ في الكنيسة وعدم الضياع – كما يكتب البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" – في التبعات العديدة وإنما الذهاب إلى الجوهر، إلى قلب الإنجيل وتجسيده في مختلف المجالات؛ وبالتالي يعني الإصغاء والتقديم والسير مع الآخرين، عارفين أننا متّجهين نحو اكتساب نور أكبر يأتينا من الإنجيل.
تابع عميد مجمع التربية الكاثوليكيّة متحدِّثًا عن "حلم" البابا فرنسيس في إطار حداثة الدستور الرسولي "فرح الحقيقة"، وقال نعم حلم – كما يقول الأب الأقدس – وهو الإرتداد الراعوي بمعنى إرسالي أي علينا أن نفهم أنَّ هناك حاجة لبشارة جديدة لأنّه لم يعد بإمكاننا أن نؤمن أنَّ معظم الأشخاص هم مؤمنون وأنّهم فهِموا ماهيّة الرسالة المسيحيّة في جوهرها وحقيقتها.
لذلك من الأهميّة بمكان أن نفهم جوهر وقلب الإنجيل ونقدِّمه بلغة وأسلوب يفهمهما جميع رجال عصرنا من خلال وسائل تصل إليهم. وأعني بذلك جميع التقنيات التي يستعملها الشباب للتواصل، وفي هذا الإطار سيشكّل السينودس حول الشباب مرحلة مهمّة جدًّا. لذلك سيساهم مجمعنا أيضًا في التحضير لهذا السينودس وسيقوم باستقصاء في مدارسنا وجامعاتنا حول الشباب وحول انتظاراتهم من الكنيسة، وبالتالي وبهذا المعنى يُشدّد البابا فرنسيس على ضرورة ارتداد إرساليٍّ يجب أن يستثمر أيضًا في مؤسساتنا على جميع المستويات.
إذاعة الفاتيكان.