تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر يوم الأحد صلاة التبشير الملائكيّ مع وفود من المؤمنين احتشدوا في ساحة القدّيس بطرس، ووجّه كلمة استهلّها قائلاً:
إنّنا نحتفل في هذا الأحد الأوّل بعد الميلاد بعيد عائلة الناصرة المقدّسة، ويدعونا الإنجيل إلى التأمّل في الخبرة التي عاشها مريم ويوسف ويسوع بينما كانوا ينمون كعائلة في المحبّة المتبادلة والثقة بالله.
توجّه مريم ويوسف إلى أورشليم ليقدّما يسوع للرّب، بحسب شريعة موسى، هو تعبير عن هذه الثقة. هذا التصرف يشدّد على أن الله وحده هو سيّد التاريخ الفرديّ والعائليّ، كلّ شيء يأتينا منه. كلّ عائلة مدعوّة لإدراك هذه الأوليّة، حارسة أبناءها ومربيّة إيّاهم على الانفتاح على الله الذي هو ينبوع الحياة.
هذا وتابع البابا فرنسيس كلمته متوقفًا عند ما قاله سمعان الشيخ عن الطفل يسوع بوحي من الرّوح القدس "ها إنّه جُعِلَ لسقوطِ كثيرٍ من الناس وقيامِ كثيرٍ منهم في إسرائيل وآيةً معرَّضة للرَّفض... لتنكشفَ الأفكارُ عن قلوب كثيرة" (لوقا 2، 34 -35).
هذه الكلمات النبويّة تكشف أن يسوع أتى ليُسقط الصّور الخاطئة التي نكوّنها عن الله وعن أنفسنا أيضًا؛ و"لرفض" الضمانات الدنيويّة التي نريد الإرتكاز إليها؛ وكي يجعلنا "نقوم" لمسيرة إنسانيّة ومسيحيّة حقيقيّة، مؤسّسة على قيم الإنجيل. لا يوجد ظرف عائليّ مُستبعد عن المسيرة الجديدة هذه للولادة الجديدة والقيامة. كلّ مرّة تعود فيها العائلات، وأيضًا تلك المجروحة والمطبوعة بالهشاشة والفشل والمصاعب، إلى ينبوع الخبرة المسيحيّة، تُفتح دروب جديدة وإمكانيّات لا يمكن تصوّرها.
وتابع البابا فرنسيس كلمته متوقفًا مجدّدًا عند إنجيل هذا الأحد مشيرًا إلى أنّ مريم ويوسف "ولمَّا أتمّا جميعَ ما تفرضُهُ شريعة الرّب، رجَعا إلى الجليل إلى مدينتهما الناصرة. وكان الطفل يترعرعُ ويشتدُّ ممتلئًا حكمةً، وكانت نعمةُ اللهِ عليه" (لوقا 2، 39 – 40).
نمو الأبناء يشكّل فرحًا كبيرًا للعائلة، وهم موجّهون كي ينموا ويكتسبوا حكمة ويقبلوا نعمة الله كما حصل مع يسوع.
هذه هي الرّسالة التي توجَّه إليها العائلة: هي خلق أوضاع ملائمة من أجل النمو المتناغم والكامل للأبناء، كي يتمكّنوا من عيش حياة صالحة، هذه هي الأمنية التي أوجهها إلى جميع العائلات اليوم.
وبعد صلاة التبشير الملائكيّ وجّه قداسة البابا فرنسيس كلمة عبّر فيها عن قربه من الأخوة الأقباط الأرثوذكس في مصر الذين تعرّضوا قبل يومين لاعتداءين، على كنيسة ومتجر في ضواحي القاهرة. وقال الأب الأقدس ليقبل الرّب نفوس الموتى ويعضد الجرحى وعائلاتهم والجماعة كلّها، ويبدّل قلوب مرتكبي العنف.
إذاعة الفاتيكان.