علينا أن نسهر يوميًّا لكي لا نبتعد عن الرب

متفرقات

علينا أن نسهر يوميًّا لكي لا نبتعد عن الرب

 

علينا أن نسهر يوميًّا لكي لا نبتعد عن الرب

 

 

 

 

"علينا أن نسهر يوميًّا لكي لا نبتعد عن الرب" هذه هي الدعوة التي وجّهها قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح يوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وتوقّف فيها عند الخطر الذي يُهددنا جميعًا وهو ضعف القلب.

 

قال البابا فرنسيس إن داود قدّيس بالرغم من خطيئته ولكن الرب قد رفض سليمان العظيم والحكيم لأنّه كان فاسدًا. حول هذه المفارقة تمحورت عظة الأب الأقدس التي استهلها انطلاقًا من سفر الملوك الأول (11/ 4 -13) والتي تحدِّثنا عن الملك سليمان وعصيانه،  لقد سمعنا أمرًا غريبًا أنَّ قلب سليمان "لم يكن مُخلِصًا لِلرَّبِّ إِلَهِهِ، كَما كانَ قَلبُ داوُدَ أَبيه". وأشار البابا في هذا السياق إلى هذا الأمر غريب لأننا لم نسمع أبدًا أن سليمان قد ارتكب خطايا كبيرة بل كان معتدلاً على الدوام فيما نعرف أن داود قد عاش حياة صعبة وكان خاطئًا. ومع ذلك داود هو قدّيس فيما نقرأ أن قلب سليمان "لم يكن مخلصًا للرب".

 

لقد مدحه الرب عندما طلب الحكمة ليملك بدلاً من الغنى، فكيف يمكننا أن نشرح هذا الأمر؟

لأنَّ داود اعترف بخطئه وكان يطلب الغفران في كلِّ مرّة كان يُخطئ فيها، أما سليمان الذي كان العالم يتحدّث عنه بالخير، لدرجة أن مَلِكَة سَبَأَ أرادت أن تلتقي به، كان قد ابتعد عن الرب ليتبع آلهة آخرين بدون أن يعرف.

 

وهنا مشكلة ضعف القلب، وعندما يبدأ القلب بالضعف يختلف الأمر عن حالة الخطيئة: عندما تُخطئ تدرك الأمر على الفور، وتعرف الخطيئة التي ارتكبتها. أما ضعف القلب فهو مسيرة بطيئة، تجعلني أنزلق شيئًا فشيئًا... وسليمان إذ كان غارقًا في مجده وشهرته، بدأ بالسير على هذا الدرب.

 

 

لسخريّة القدر وضوح الخطيئة هو أفضل من ضعف القلب، وهكذا أصبح سليمان الملك العظيم فاسدًا لأنَّ قلبه قد ضعف. كل شخص، رجل أو امرأة قلبه ضعيف، هو شخص مُنكسر. وهذا هو وضع العديد من المسيحيين، يقولون "أنا لا أرتكب خطايا كبيرة" ولكن كيف هو قلبك؟ هل هو قوي؟ هل هو أمين للرب أم أنّك تنزلق رويدًا رويدًا؟

 

 يمكننا جميعًا أن نتعرَّض في حياتنا لمأساة ضعف القلب، فماذا ينبغي علينا أن نفعل؟ علينا أن نسهر! عليك أن تسهر على قلبك وأن تسهر يوميًّا وتتنبّه لما يحصل في قلبك.

 

 داود هو قدّيس ولكنّه كان خاطئًا. يمكن للخاطئ أن يصبح قدّيس، أما الفاسد فلا يمكنه أبدًا أن يصبح قدّيس؛ وضعف القلب هو الذي يقود إلى الفساد. لذلك علينا أن نسهر، وأن نسهر على قلوبنا يوميًّا، ونتنبّه كيف هي قلوبنا وكيف هي علاقتنا مع الرب ونتذوَّق جمال وفرح الأمانة.

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.