"علينا أن نتغلّب على ثقافة الدّمار التي تسمّي القنبلة "أمًّا" وتظهر الشرّ فقط على شاشات التلفاز" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته العفويّة في لقائه مع التلاميذ المشاركين باللقاء الذي تنظّمه لجنة التنسيق الوطنيّة للهيئات المحليّة للسّلام وحقوق الإنسان في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، وأدان البابا في كلمته أيضًا "العمل غير الشرعيّ" وحث الجميع على القيام بما بوسعهم من أجل حماية البيئة.
حان الوقت لمواجهة ثقافة الدّمار بقوّة الوداعة والتغلّب عليها بدون خوف هذا هو التحدي الذي أطلقه الحبر الأعظم للتلاميذ الشباب شاكرًا إيّاهم على واقعيّة الأسئلة التي وجّهوها إليه والتي ظهر من خلالها الخوف إزاء العديد من المأساة التي تضرب عالم اليوم من الحروب إلى الفقر وانتهاك حقوق الإنسان. هذا وذكّر البابا في كلمته بحالة الطوارئ المتعلّقة بأزمة المهاجرين واللاجئين واصفـًا إيّاها بالـ"مأساة الأكبر بعد الحرب العالميّة الثانية".
كما وأشار الحبر الأعظم إلى ضعف العديد من القادة الدّوليّين وحذّر أنّ هناك من يطالب بالسّلام من جهّة فيما ينتج الأسلحة ويتاجر بها من جهّة أخرى ويجني أرباحه من موت الآخرين.
هذا وأدان البابا فرنسيس أيضًا تجارة المخدرات التي تدمّر العديد من الشباب وأدان أيضًا مرّة أخرى واقع أنّ الاقتصاد يتمحور حول المال والسّلطة وليس حول الإنسان مشيرًا في هذا السّياق إلى آفة العمل غير الشّرعي واستغلال الأشخاص ولاسيّما الأطفال.
كما وتوقف الأب الأقدس في كلمته مع التلاميذ المشاركين باللقاء الذي تنظّمه لجنة التنسيق الوطنيّة للهيئات المحليّة للسّلام وحقوق الإنسان حول تجربة الثرثرة والاغتياب التي تشكّل نوعًا من الإرهاب وتدمّر الأشخاص وشجّع البابا الشباب كي يصونوا ألسنتهم ويتنبّهوا لأقوالهم محذّرًا إيّاهم من عنف الشتائم أيضًا.
وحثّهم على التحلّي بالتواضع والوداعة وقال أن يكون المرء وديعًا لا يعني أنّه غبّي وإنّما أنّه يقول الأمور بسلام وهدوء بدون أن يجرح الآخر، فالوداعة هي إحدى الفضائل التي ينبغي علينا تعلّمها مجدّدًا وإيجادها في حياتنا.
وختم البابا فرنسيس كلمته داعيًا الشباب كي لا يستسلموا أبدًا وسلّط الضوء على "العهد التربويّ" بين المدرسة والعائلة في سبيل تعزيز الخير العامّ في المجتمع، وحثّ الشباب على الإصغاء والمعلّمين على تخصيص وقت للتربية على السّلام.
وختامًا أدان الأب الأقدس الأضرار التي يسبِّبها الاستهلاك الذي يحملنا على القيام باختبارات على النباتات والحيوانات مسبّبين هكذا أمراضًا نادرة وظواهر مؤلمة، وحذّر في هذا السياق من خطر كثرة الكلام وقلّة الالتزام في حماية البيئة والدفاع عنها لاسيّما بعد المؤتمر العالمي حول التغيِّيرات المناخيّة الذي عقد في باريس.
إذاعة الفاتيكان.